قال السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن، إنه لا يمكن أن يبقى الوضع في ليبيا على ما هو عليه باستمرار انقسام البلاد ووجود حكومتين، مؤكدا على ضرورة أن تكون العملية السياسية شاملة.
وأضاف السفير، في مقابلة نقلتها فضائية ليبيا الأحرار، أن حكومة الوحدة هي الحكومة الشرعية بالنسبة لبريطانيا والمجتمع الدولي، وهذا لا يعني دعمهم لبرنامجها السياسي.
وأفاد بأن رغبة بريطانيا في أن تكون جزءا من الحل في ليبيا هو السبب وراء زياراته لمدن المنطقة الشرقية رغم الجدل المثار حولها، على حد تعبيره.
وأوضح لونغدن، أن تحركات مليشيات المواطن الأمريكي خليفة حفتر في سرت غير مريحة، مؤكدا على ضرورة الذهاب إلى العملية الانتخابية في ليبيا كجزء مهم من أي حل يمكن التوصل إليه.
وذكر أن رؤية بلاده هي التخلص من كل القوات والتواجد العسكري في ليبيا، مبينا أن حكومة البرلمان المسماة بـ”الاستقرار الوطني” لا يتم الاعتراف بها في بريطانيا.
وتابع أن ليبيا مكان استراتيجي مهم لتعامل روسيا مع الوضع السياسي في المنطقة، معربا عن قلقه من التواجد الروسي في ليبيا، بقوله: لست مقتنعًا بأن التواجد الروسي عامل يدفع نحو الاستقرار.
وأردف: ناقشت مع حفتر التواجد الروسي في ليبيا كونه يقلق الليبيين، وكذلك المجتمع الدولي، التواجد الروسي لا يمكن أن يكون مفيدا لليبيا وهو يهدد استقرار المنطقة برمتها.
وواصل: وجود فاغنر في ليبيا من صالح روسيا، ولكنه ليس من فائدة لليبيا، وأبلغت حفتر بضرورة العمل على إحراز التقدم في العملية الديمقراطية.
وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.