أفردت صحيفة العرب اللندنية مساحة لعمليات الإخفاء القسري في شرق ليبيا، والتي تتكرر بين الحين والآخر، وكان آخرها عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، بأن واقعة الدرسي أعادت ملف عمليات الاختطاف، والإخفاء القسري في المنطقة الشرقية إلى صدارة الاهتمام، خصوصا وأنه بات من شبه المؤكد أن من يتم اختطافه لا يستعيد حريته، ولا يجد من يضمن سلامته، وإنما يحيط الغموض بمصيره إلى أجل غير مسمى.
ووفقا للصحيفة، فتح المصير الغامض للنائب الدرسي باب الجدل على مصراعيه حول مصائر المختطفين ومن تعرضوا للإخفاء القسري بسبب مواقفهم السياسية أو تصريحاتهم الإعلامية أو تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل ما توصف بالديكتاتورية العسكرية الناشئة في البلاد.
واستبعد متابعون للشأن الليبي، بحسب الصحيفة، أن يتم الإفراج عن الدرسي قريبا أو أن يظهر حيّا، ويرون أن عملية الاختطاف من جهات مجهولة وفي مكان بعيد عن الرقابة الأمنية تعني أن الرجل كان مطلوبا حيا أو ميتا، وأن هناك خطة تم إعدادها للإيقاع به، ولإخفائه قسريا أو تصفيته جسديا، والإعلان لاحقا عن ثبوت مقتله على أيدي لصوص أو إرهابيين أو مسلحين خارجين عن القانون لأسباب خاصة.
وذكرت صحيفة العرب اللندنية أن اختفاء النائبة سهام سرقيوة منذ 17 يوليو 2019، ولا يزال يشكل لغزا، على إثر انقطاع الاتصال بها بعد ساعات من وصولها إلى بنغازي قادمة من القاهرة، وحينها ترددت أنباء عن مهاجمة مسلحين منزلها والاعتداء على أسرتها، قبل اقتيادها إلى مكان مجهول، فيما لقي الحادث إدانات واسعة محليا ودوليا.
وبينت الصحيفة أن مراقبين أرجعوا حادثة اختطاف سرقيوة إلى مواقفها السياسية، وخاصة إلى الانتقادات التي توجهت إلى السلطات الحاكمة في المنطقة الشرقية، ومنها موقفها الرافض للهجوم الذي شنته قوات حفتر على طرابلس، فيما بات هناك إجماع على أنها تعرضت للتصفية الجسدية.
وأشارت أيضا إلى واقعة وفاة وزير الدفاع السابق المهدي البرغثي وعدد من مرافقيه بعد اعتقالهم في بنغازي، حيث طالبت البعثة الأممية وقتها السلطات بالتحقيق في ظروف الوفاة، وأعربت عن قلقها إزاء الواقعة، مضيفة أن ذلك يأتي في أعقاب اعتقاله من قبل السلطات في 7 أكتوبر مع عشرات آخرين .
ولفتت الصحيفة كذلك إلى واقعة وفاة الناشط السياسي سراج دغمان بأحد المقار الأمنية في بنغازي، والتي أثارت موجة غضب واسعة في جميع أنحاء البلاد، دفعت بعض الأطراف الحقوقية والسياسية لمطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في جرائم قتل شهدتها البلاد على خلفيات سياسية، خلال السنوات الماضية.
كما تطرقت الصحيفة إلى واقعة اختطاف الناشط عبدالعزيز جمال بوكمار، البالغ من العمر 27 عاما، من أمام منزله ببنغازي، في 3 أبريل الماضي من قبل مسلحين ينتمون لجهاز دعم مديريات الأمن التابع لوزارة الداخلية التابعة لحكومة البرلمان، واقتادوه إلى مكان مجهول، قبل أن تفقد عائلته الاتصال به.
وأردفت أيضا أنه في 7 أبريل الماضي، تم اختطاف المبروك سعيد المغربي، 58 عامًا، من منزله بمدينة إجدابيا من قبل أربعة عناصر مسلحة تابعة لجهاز الأمن الداخلي، واعتُقل في مكان مجهول قبل أن يتم إخلاء سبيله في 10 أبريل بوساطات اجتماعية.
وبحسب الصحيفة، تم اعتقال خمسة 5 رجال تعسفيًا بمدينة سبها، في 11 أبريل، من قبل جهاز الأمن الداخلي، على خلفية رفع شعارات مؤيدة للنظام الجماهيري في شوارع المدينة خلال احتفالات عيد الفطر، وتم نقلهم إلى مكان مجهول.
وتناولت الصحيفة اللندنية أيضا واقعة اعتقال الشيخ علي مصباح أبو سبيحة عضو اللجنة العليا للمصالحة الوطنية، في 19 أبريل الماضي من منزله في حي القرضة الشاطئ بمدينة سبها، واقتيد بعد ذلك إلى قاعدة تمنهنت الجوية شمال سبها ليتم نقله في طائرة عسكرية إلى بنغازي، بحسب شهود عيان.
وجاء اعتقال الشيخ أبوسبيحة، وهو أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في الجنوب الليبي، بعد ساعات من نشره تدوينة عبر حسابه الشخصي على فيسبوك يطالب بها بإجراء الانتخابات الرئاسية، ويؤيد ترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي لها.