أعلن المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام خططا لتطوير استراتيجية على مستوى الوطني لمكافحة الألغام بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ممثلة في دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام.

جاء هذا الإعلان خلال فعالية نظمها المركز الليبي لمكافحة الألغام في طرابلس، بدعم من دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام التابع للبعثة وسبع منظمات غير حكومية، للاحتفال باليوم الدولي للتوعية والمساعدة في مجال الألغام.

وانطلق الحدث، الذي نظم تحت شعار “حماية الأرواح وبناء السلام”، بكلمات من الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاع قبل الانتقال إلى حلقة نقاش ومعرض حول جهود وأنشطة إزالة الألغام والرفع من مستوى الوعي حول خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وبحسب بيان للبعثة الأممية، حضر حوالي 200 شخص، بينهم ممثلون عن المجلس الرئاسي ووزارات الدفاع والداخلية والصحة في حكومة الدبيبة، فضلا عن رؤساء بلديات وعدد من ضحايا الألغام الأرضية ومخلفات الحرب.

كما حضر اللقاء سفير هولندا لدى ليبيا والملحقون العسكريون لكل من ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا.

وخلال كلمة لها بالمناسبة، قدمت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، فاطمة زريق، لمحة عامة عن كيفية قيام البعثة، بصفتها الاستشارية، بدعم المؤسسات الليبية لإزالة الذخائر المتفجرة بهدف حماية المدنيين، وتأمين وإدارة مخزونات الأسلحة منعاً لانتشارها ودرءاً للانفجارات غير المخطط لها.

وأوضحت زريق أن ليبيا تمكنت من تنظيف حوالي 36 بالمائة من الأراضي الخطرة التي تم تحديدها في البلاد، إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لا تزال ملوثة.

وأردفت أنه في السنوات الخمس الماضية، أصيب أو قُتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بالذخائر المتفجرة، وقد تم تسجيل خمسة وثلاثين من تلك الحوادث في العام الماضي فقط، وكان من بين ضحاياها ستة وعشرون طفلا.

واعتبرت زريق أن هذه الأرقام لا تسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي نواجهها فحسب، بل تؤكد أيضا على الأهمية الحيوية للشراكات الدولية، فمن خلال التعاون، يمكن تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع.

وأضافت أن تطوير استراتيجية ليبيا لمكافحة الألغام “سيساعد البلاد على توضيح الاحتياجات والأولويات وتحديد الفرص والمخاطر”.

وأكدت أن الاستراتيجية ستشكل إطارا يوجه التعاون بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية، ما سيفضي في نهاية المطاف إلى تعظيم تأثير جهود الأعمال المتعلقة بالألغام وتقليل المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات المحلية.

وتعتبر ليبيا من أكثر الدول في منطقة شمال أفريقيا معاناة من الألغام بأنواعها المختلفة، ومع ضعف الجهود الحكومية لنزع الألغام في مناطق الصراع، حصدت الألغام الأرضية والذخائر العنقودية أرواح أكثر من 400 ليبي.

وتجاوز عدد المصابين ثلاثة آلاف شخص على مدار 15 عاماً، وفق تقرير لمرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية التابع للأمم المتحدة خلال العام الماضي.

وأشار المرصد الدولي إلى وجود أكثر من 20 مليون لغم أو مخلفات متفجرة في ليبيا بحسب المسح الأخير الذي نفذ في العام الماضي، ولم يشمل جميع مناطق ليبيا.

ورجح المرصد أن تتجاوز الحصيلة الحقيقية للضحايا ضعف العدد المذكور، فيما تمثل قضية إزالة الألغام والذخائر غير المتفجرة تحدياً كبيراً أمام الليبيين.

وتعتبر مدينتا طرابلس وبنغازي من أكثر المدن الليبية تأثراً بانتشار الألغام والمخلفات الحربية بسبب الحروب التي دارت فيهما قبل سنوات قليلة، وما زالت المفارز العسكرية في المدينتين تعلن بين الفينة والأخرى اكتشاف لغم مطمور أو صاروخ غير منفجر في أماكن خطرة، وبعضها لا يخطر على بال.

Shares: