أكد مدير مكتب روما للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أرتورو فارفيلي، أن التغلغل الروسي موسكو  المستمر في ليبيا أصبح يثير قلق الأوربيين.

وأوضح فارفيلي في تصريحات نقلها موقع جلوبالست الإيطالي، أن الروس يفتخرون حاليا بعلاقات قوية للغاية مع عائلة المواطن الأمريكي خليفة حفتر، ويسعون كذلك إلى تحسين علاقاتهم مع طرابلس.

وأضاف أن الروس يسعون حاليا للانتقال في تعاونهم وعلاقاتهم من حفتر إلى أبنائه، مؤكدًا أن عائلة حفتر لديها مصلحة قوية في إقامة علاقات مع الروس لأن ذلك من شأنه أن يضمن بقائهم خلال مرحلة انتقالية تمكنهم من تصعيد أجيال جديدة للحكم.

وشدد على أن ليبيا تنزلق حاليا بصورة تدريجية بين حرب واسعة في مجال النفوذ بين القوى الإقليمية المختلفة، موضحًا أن الليبيون في طرابلس يحاولون أيضا تحسين علاقاتهم مع روسيا.

وذكر أن الليبيين يتوقون للحصول على تطمينات بأن موسكو لا تدعم بشكل حاسم الفصيل المعارض، وزيارة وفد طرابلس إلى موسكو محاولة لموازنة نفوذ عائلة حفتر لدى المؤسسة الروسية.

وأكد أن الجانب المثير للقلق هو التطور الواقع في شرق ليبيا، فبدلا من تواجد ميليشيات أو مرتزقة تابعة لفاغنر، بات هناك وجود روسي نظامي، وهو ما يدل أن هناك استراتيجية اختراق روسية أكثر تطورا آخذة في الظهور.

ولفت إلى استراتيجية روسيا الجديدة، تدل على أن موسكو باتت ترغب في التخلص من تلك المجموعات من المرتزقة الذين حافظوا على نوع من الاستقلال وترغب في أن تكون الأوضاع تحت سيطرة الجيش الروسي نفسه.

وأضاف أن الاستراتيجية الروسية الحالية أكثر مباشرة، فهي تستعين بمسئولين عسكريين ودبلوماسيين يتحدثون العربية بشكل جيد ولديهم علاقات جيدة في المنطقة لكسب ثقة كافة الأطراف لتحقيق أهدافهم، وهو ما يبدو أنه أمر تم استعارته من السياسة السوفيتية القديمة.

وزعم أن روسيا تتمتع برؤية استراتيجية وواسعة النطاق ويحاولون إزعاج الأوروبيين بشكل عام وخلق تعقيدات في مناطق ذات أهمية حاسمة بالنسبة لنا، مثل منطقة الساحل وأفريقيا وشمال أفريقيا وليبيا، بسبب التزامنا بشكل نشط بدعم أوكرانيا.

وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.

ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.

Shares: