استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، في العاصمة موسكو، النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، الذي يجري زيارة عمل لروسيا، وبرفقته المكلف بوزارة الخارجية في حكومة الوحدة المنتهية ولايتها طاهر الباعور.
وأوضح المجلس الرئاسي، في بيان، أن اللقاء تناول تفعيل عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وبحث سبل استئناف عملها، وعودة الشركات الروسية إلى ليبيا، لاسيما في قطاعات النفط والغاز، والبنية التحتية.
وأضاف أن اللقاء تطرق إلى سرعة تعيين مبعوث جديد، ودعم البعثة، في تسيير العملية السياسية والأمنية في ليبيا.
كما تناول اللقاء، بحسب البيان، دور روسيا في المنطقة، وكيفية التعاون والتشاور لإيجاد الحلول الناجعة بالمنطقة، من خلال شراكة حقيقية.
وأكد اللافي على ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي في ليبيا، والتمهيد إلى انتخابات توافقية نزيهة في أقرب الآجال.
ومن جهته، كشف الوزير الروسي عن مساع بلاده لافتتاح قنصلية لها في بنغازي، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية.
كما تناول اللقاء اطلاع الجانب الروسي، على مستجدات ملف المصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية في ليبيا، وسبل التعاون في هذا المجال.
وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.