حازت دولة مالي الواقعة في غرب القارة الأفريقية، نصيبا من التمدد الروسي في أفريقيا، ضمن الفيلق الأفريقي المقرر إنشاؤه في القارة السمراء، بديلا عن قوات فاغنر الخاصة.
ويتوزع الفيلق بين 5 دول أفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وتحتضن ليبيا المقر المركزي؛ لعدة عوامل منها نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت.
وأكدت مصادر خاصة، أنه خلال الفترة الماضية، وقع عدد من المقاتلين التابعين لمجموعة فاغنر، أسرى خلال المعارك الواقعة في مالي، وتم الإفراج عنهم بعد تواصل موسكو مع المخابرات الجزائرية.
حادثة وقوع مقاتلي فاغنر في الأسر خلال المعارك الدائرة في مالي بين الحركات الأزوادية والحكومة، وتدخل مخابرات الجارة الجزائر دليل على النشاط الروسي في المنطقة وتمدده بالقارة السمراء في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.
وتشهد الدولة الواقعة في غرب أفريقيا اقتتالا عنيفا بين الحركات الأزوادية والجيش المالي المدعوم بمجموعة فاغنر الروسية، لتشهد البلاد موجة نزوج كبيرة، حيث وصل حوالي 200 ألف لاجئ من ولايات أزواد تومبكتو وكيدال إلى حدود الدول المجاورة الجزائر وموريتانيا بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ووصل إلى موريتانيا وحدها نحو 150 ألفا.
واستقبلت الحدود الجزائرية 50 ألف لاجئ من مدينة كيدال وحدها، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من مدن تيساليت وأنفيف التي تم إفراغها بشكل شبه كامل من سكانها بين أكتوبر ونوفمبر 2023 إبان كثافة المعارك بين حركات الإطار الاستراتيجي الدائم (العرب والطوارق) والجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس، بالإضافة إلى مجازر الجيش المالي وفاغنر ضد المدنيين.
وتتمثل أهم أسباب النزوح؛ مجازر الجيش المالي ومرتزقة فاغنر المتكررة بشكل يومي ضد المدنيين خصوصا في ولايتي تومبكتو وكيدال حيث قتل أزيد من 500 مدني في تلك الانتهاكات المتكررة والمتثلة في قتل المدنيين ونهب ممتلكاتهم وحرق منازلهم وتدمير بيوتهم.
كما تتضمن أسباب النزوح؛ خرق اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة من قبل الجيش المالي والعودة إلى مرحلة حرب طويلة الأمد بين الحركات الأزوادية ومالي، لا يريد أغلب المدنيين أن يكونوا ضحاياها.
وتتضمن كذلك، الإبادة العرقية والتغيير الديموغرافي لمناطق أزواد الذي ينتهجه الجيش المالي في الآونة الأخيرة وسياسة الأرض المحروقة، حيث تستهدف مجازره وضرباته الجوية مدنيين من الطوارق والعرب والفلان بشكل أساسي.