قال قنصل مصر الأسبق في تل أبيب الدكتور رفعت الأنصاري، إن القائد الشهيد معمر القذافي كان شوكة في ظهر الموساد الإسرائيلي.
وأضاف الأنصاري في لقاء مرئي، أن القائد الشهيد كان الداعم الرئيسي لكل الفصائل الفلسطينية تمويلا وتسليحا وملاذا آمنا.
وأوضح أن القائد الشهيد، نظم مؤتمرا في طرابلس سماه مؤتمر الفصائل الفلسطينية الموحدة، وجمع وفودا من كل الفصائل الفلسطينية، متابعا: لما علم الموساد تحرك وأرسل أحد عملائه بانتحال صفة صحفي في جريدة أفريقية.
وواصل: دخل هذا العمل وسط الدوائر الصحفية، وبدأ المؤتمر الذي استمر لمدة 3 أيام، وحدث تسريب ذكي من الجانب الليبي بأن هناك قيادات فلسطينية على رأسهم أحمد جبريل سيغادرون مبكرا قبل انتهاء المؤتمر بحوالي نصف يوم وسيسافرون بطائرة خاصة.
وأكمل: بعدها عرض عملاء الموساد على رئيس الوزراء الإسرائيلي خطف الطائرة، لكنه طالبهم بالتأكد على اعتبار أن ذلك يعتبر خرفا كبيرا باختطاف طائرة مدنية خاصة، وشدد على ضرورة أن يراهم العميل المتخفي بعينه أنهم غادروا من المطار وبعدها يبلغهم لإتمام مهمة الخطف.
واستطرد: تواجد العميل المتخفي ورأى كل القيادات الفلسطينية المغادرة ومنهم أحمد جبريل وبالفعل غادرت الطائرة، والموساد اتخذ وسيلة أخرى للتأكد بإرسال رسالة لاسلكية لإحدى المراكب العسكرية الإسرائيلية المرابطة بين السواحل الليبية ومالطا.
وأردف: رأى بالفعل عميل الموساد في مطار طرابلس، أن التسع قيادات فلسطينية ركبوا الطائرة أمام عينه، لكن أثناء التفاف الطائرة لمدة 90 ثانية نزل منها القيادات وركب مكانهم أشخاص عاديون.
وتابع: بمجرد ما انطلقت الطائرة خارج حدود المجال الجوي الليبي، حاصرها طائرتان وخطفوها إلى النقب، مضيفا: الموساد كان منتظر الصيد الثمين، وفتحت الأبواب ليجدوا أناسا غير الذين ينتظرونهم، وكانوا هيتجننوا، وظلوا يحققوا معهم ولم يجدوا أحدا له صلة بأي فصيل مقاوم، فاضطروا إلى عودتهم.
وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي خرج ليعتذر رسميا في مؤتمر صحفي بأن عملية الخطف جاء بمعلومات خاطئة، وخرج بعدها بحوالي ساعتين أحمد جبريل في مؤتمر صحفي من طرابلس، وقال إنه سيصدر أوامر بتعقب الطائرات الإسرائيلية في البحر المتوسط ونصح الناس بعدم استخدام طائرات العال لأنها ستكون هدفا للفصائل الفلسطينية.
واسترسل: خرج القذافي وقتها، وقال إنه سيرسل الطيران العسكري الليبي لأسر الطائرات المدنية الإسرائيلية في ليبيا، وفرز من سيكون فيهم ملطخة أيديهم بدم عربي أو ليبي.
وأشار إلى عقد جلسة في مجلس الأمن بطلب من وزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع لاستصدار قرار بالإدانة، لكن تدخلت كالعادة الولايات المتحدة واستخدمت الفيتو.