أفاد التحقيق الاستقصائي “كل العيون على فاغنر” الذي أعلنته منظمة “أوبين فاكتو” الفرنسية غير الربحية، بأنه منذ بداية العام الجاري، يتم نقل العديد من الجنود الروس إلى ليبيا تحت غطاء منظمة شبه عسكرية.

وأظهر التحقيق الاستقصائي، أن روسيا نقلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بالتعاون مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر، إلى الأراضي الليبية ما لا يقل عن 1800 جندي ومقاتل روسي.

وذكر نقلا عن مصادر أمنية ليبية، أن خالد حفتر يسعى من خلال زيارته موسكو إلى الحصول على تدريبات خاصة لوحدته العسكرية المسماة بـ”اللواء 106″، خاصة في ظل افتقار قواته للتدريبات الجيدة مثل تلك التي يتمتع بها شقيقه صدام حفتر.

وأوضح أن عدداً من الجنود الروس يتم نقلهم إلى النيجر، فيما يبقى آخرون في ليبيا بانتظار التعليمات، فيما عمدت موسكو لنقل عدد من المرتزقة الروس التابعين لفاغنر إلى قاعدة براك الشاطئ، لتستبدلهم بمجموعة من الجنود التابعين لوزارة الدفاع الروسية.

وبحسب التحقيق، قال مصدر أمني ليبي، إن طائرة شحن روسية هبطت في براك الشاطئ وعلى متنها عشرات الجنود الذين سيطروا على القاعدة الليبية التي أعادت فاغنر تفعيلها قبل ثلاث سنوات، وشحنها بمعدات عسكرية وأسلحة ودفاع جوي، كما اتجهت الطائرة نفسها إلى قاعدة الجفرة، ثم غادرت إلى النيجر أو مالي.

وفقا للمعلومات الواردة في التحقيق، لم تذهب القوات الروسية الجديدة إلى النيجر حتى الآن، بل عززت من تواجدها في قاعدة براك الشاطئ، فيما يبدو أنها بدأت تكتسب أهمية استراتيجية أكبر بفضل موقعها الجغرافي البعيد عن المراكز السكانية وقريب من خط التماس مع قوات حكومة الدبيبة في طرابلس.

وذكر التحقيق أيضا، أن قادة عسكريين تابعين لـ”فاغنر” يقيمون قاعدة أخرى في تمنحات بالقرب من سبها، في منطقة سكنية تابعة لبلدية وادي البوانيس، ويتم تجهز أماكن إقامة بداخله تحميها قوات حفتر، ويتنقل القادة الروس من تلك القاعدة وقاعدة براك الشاطئ في غضون بضع دقائق بطائرات الهليكوبتر.

ويقول مصدر أمني روسي، وفقا للتحقيق، إن الجنود الروس الذين قدموا إلى ليبيا خلال الأشهر الأخيرة، موجودين حاليا بشكل غير رسمي، ويتم تقديمهم على أنهم “ممثلون لشركة عسكرية خاصة”.

وبيّن التحقيق الاستقصائي أن بعض العسكريين الروس المتواجدين في ليبيا، سيكونوا مسؤولين عن تدريب المقاتلين الليبيين ومجندي الفيلق الأفريقي؛ وجزء آخر ينفذ “مهام أخرى” مثل نقل المواد العسكرية.

أما عن قيادة تلك القوات الروسية، فيقول التحقيق إنها تتم من قبل 4 قادة يتناوبون بين سوريا وليبيا، ويقدمون تقاريرهم بصورة مباشرة إلى نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف.

ويفتح حفتر وأولاده الباب على مصراعيه أمام الوجود الأجنبي في ليبيا، لا سيما الروسي والجانب العسكري على وجه الخصوص للاستعانة بهم في حروبه ومحاولاته السيطرة على مقاليد الحكم في ليبيا بالقوة العسكرية.

وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.

ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.

Shares: