سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على حلقة جديدة من سلسلة الأزمة الليبية، تمثلت في استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، وإسناد المهمة بالوكالة إلى ستيفاني خوري الدبلوماسية الأمريكية المتحدرة من أصول عربية لبنانية.

وأفادت الصحيفة، في تقرير لها، بأن خوري القادمة على صهوة طموحات واشنطن لتكريس نفوذها في غرب ليبيا في مواجهة النفوذ المتنامي ليس في شرق وجنوب البلاد فحسب وإنما أيضا في المنطقة ككل.

وأشارت إلى ما أعلنه المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” بأن خوري ستباشر خلال الفترة المقبلة مهام رئيس البعثة الأممية، حيث ستطرح رؤيتها ومقترحاتها للوصول إلى توافقات تنهي مرحلة الانقسام.

وتطرق التقرير إلى لقاء باتيلي وخوري مع عبد الحميد الدبيبة الذي أعرب عن رفضه بشكل قاطع لمقترح تشكيل حكومة موحدة تشرف على إدارة المرحلة القادمة، وأكد بوضوح أنه لن يسلم مقاليد الحكم إلا لمن يختاره الشعب عبر صندوق الاقتراع.

كما أشار التقرير إلى لقاء باتيلي وخوري مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر في بنغازي، حيث كان الهدف من جولته بين الفرقاء الليبيين، هو تبليغ رسالته الأخيرة بخصوص ضرورة العمل على تجاوز أسباب الصراع والانقسام.

وأوضح أن هؤلاء الفرقاء غير راغبين في التوصل إلى الحل السياسي، وغير مهتمين بأن يحقق الشعب إرادته الحرة المستقلة عبر صندوق الاقتراع، وهم يعملون كل ما في وسعهم للحفاظ على امتيازاتهم الحالية السياسية والدبلوماسية والمالية والاجتماعية، ولا يرون مانعا من أن يكونوا أدوات لأطراف خارجية طالما أن مصالحهم مضمونة.

وذكر أن باتيلي يدرك أن الحل السياسي في ليبيا لا يزال بعيدا، وأن ترتيبات الوضع النهائي لن تكون بأيدي الليبيين، وإنما بأيدي القوى الخارجية الإقليمية والدولية؛ مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر وغيرها، وهي تحتاج إلى الحسم في جملة من الملفات الإقليمية الأخرى كالحرب في السودان والحرب في غزة وتمدد موسكو في دول الساحل والصحراء.

وبين أنه في نوفمبر الماضي، تقدم باتيلي بمبادرة الطاولة الخماسية التي ذهبت أدراج الرياح بسبب عدم وجود نية لدى الفرقاء الأساسيين لإخراج البلد من النفق المظلم الذي لا تزال تعيش في تبعاته منذ 13 عاما.

وأضاف التقرير أن باتيلي قدم لخوري صورة كاملة عن خفايا المشهد الليبي، وكشف لها حقائق كثيرة كان قد اطلع عليها خلال فترة عمله التي تواصلت 18 شهرا، لم يحقق فيها شيئا غير معرفة ما يدور في الكواليس ومن وراء الستار سواء في طرابلس أو في بنغازي أو في العواصم المؤثرة.

واختتم بأنه برحيل باتيلي تباشر خوري مهامها، وهي مدفوعة بالكثير من الحماس، لكن جميع المؤشرات تؤكد أنها لن تحقق شيئا يذكر، وستكتفي بمتابعة نفس الفرقاء وهم يتحركون في فضاء المناورة من أجل الحفاظ على مصالحهم وامتيازاتهم، لتجد نفسها مجبرة بعد أشهر على الاستقالة كمن سبقوها.

Shares: