تداعيات ودلالات عديدة طرحتها الزيارة الرسمية الأولى التي أجرتها رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني للمواطن الأمريكي خليفة حفتر، بشرق البلاد.
تلك الزيارة تسعى منها روما لوضع حدّ لنفوذ روسيا في ليبيا، مدفوعة بمخاوفها من سيطرة موسكو على مواقع إنتاج النفط وممارسة المزيد من الضغوط على الغرب في ملف الطاقة، في وقت تنتشر فيه قوات “فاغنر” في ليبيا.
بدوره، قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، إن زيارة ميلوني لبنغازي بعد طرابلس تؤكد أنها تدرك أن حكومة الدبيبة وحدها لا تمثل كل ليبيا وأن القضايا المشتركة بينها وبين ليبيا لن تحل مع طرابلس وحدها.
وانتقد عيسى التويجر في تصريحات نقلها موقع “عربي21″، استقبال أبناء المواطن الأمريكي حفتر لميلوني، موضحا أن ذلك يدل على دورهما المتزايد، نافيًا أن تكون الزيارة دعما سياسيا بقدر ما تنم عن قضايا محلية تواجه ميلوني تبحث عن حلول لها في ليبيا بعقد صفقات مقابل أوهام تقدمها لليبيين كعادة إيطاليا التي تأخذ ولا تعطي.
وأوضح أنه لا يستبعد احتمال أن تقوم إيطاليا بإغراء حفتر في شرق ليبيا بضرورة التخلي عن قوات “فاغنر” الروسية خشية روما من تحذر وجود الروس في المنطقة الشرقية.
ويفتح حفتر وأولاده الباب على مصراعيه أمام الوجود الأجنبي في ليبيا، لا سيما الروسي والجانب العسكري على وجه الخصوص للاستعانة بهم في حروبه ومحاولاته السيطرة على مقاليد الحكم في ليبيا بالقوة العسكرية.
وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.