حالة من الغضب انتابت الليبيين على مواقع التواصل، تجاه الاعتمادات المستندية التي أعلن مصرف ليبيا المركزي أمس الاثنين، لا سيما أن إحدى شركات المواد الغذائية تحصلت على قربة 3 ملايين دولار كاعتماد لاستيراد أرجل الدجاج المجمدة.
ووجه الليبيون انتقادات واسعة تجاه هذه الاعتمادات المخصصة للشركات خلال الفترة من 4 أبريل إلى 25 أبريل الماضي، لتخصيصها مبالغ طائلة لاستيراد سلع غير ضرورية في ظل ما تعانيه البلاد من أزمة في النقد الأجنبي.
وتساءل الليبيون على مواقع التواصل التواصل الاجتماعي، عن مكتب المراجعة الداخلية بالمصرف حتى تتم الموافقة على توريد السلع غير الضرورية من الأساس، وكيف تتم الموافقة على توريدها خاصة وأنها بالعملة الصعبة، مؤكدين أن المصرف المركزي يتخبط في ظل فرض ضريبة على النقد الأجنبي وفي وضع اقتصادي مزري.
وأوضحوا أن مثل هذه التصرفات وغيرها تجعل من مصرف ليبيا المركزي طرفاً في إهدار المال العام والتصرف في احتياطي الدولة من النقد الأجنبي في غير أوجه صرفه.
وأكدوا أن الدول التي تريد الحفاظ على احتياطاتها من النقد الأجنبي لا تعطي اعتمادات إلا للمواد الأساسية وأن فتح اعتمادات لهذه السلع يعتبر إهدار للعملة الصعبة.
وتضمنت الاعتمادات التي أعلنها المصرف المركزي، فتح 1038 اعتماداً مستندياً للشركات بقيمة إجمالية بلغت نحو 200 مليون دولار، لشركات متخصصة في استيراد المواد الغذائية والأدوية.
كما شملت أيضا الشركات التي تستورد الإلكترونيات، والبتروكيماويات، والإعمار والمقاولات، وقطع غيار السيارات، والأثاث المنزلي، والمواشي، واللحوم، والأدوية، والمستحضرات الطبية.
وجاءت حالة الغضب بين الليبيين لأن من بين السلع التي تستوردها الشركات، علكة ومصاصات وحلوى وشاي أسود ومايونيز ومنتجات عناية بالبشرة إلى جانب بعض المنتجات الأساسية مثل السكر والزيوت وغيرها.
وبالإضافة إلى الأموال المخصصة لاستيراد “أرجل دجاج مجمدة”، حصلت إحدى الشركات على 160 ألف دولار لاستيراد حلوى للأطفال “مصاصات”، وحصلت أخرى على 65 ألف دولار لاستيراد “علكة”.
كما تحصلت إحدى الشركات على 112 ألف دولار لاستيراد “مراحيض معلقة”، وأخرى 191 ألف دولار لاستيراد حلوى شامية، وغيرها على 629 ألف دولار لاستيراد مستحضرات تجميل.
وتكررت أسماء الشركات التي فتح لها اعتمادات مستندية بشكل ملفت، فكل شركة تقريباً فتح لها أكثر من اعتماد وغالباً ما يكون أيضاً نفس المنتج.