قال محمد بوصير، إنه لم يعد أحد يتحدث عن انتخابات فقد دخلت ليبيا مرحلة جديده لتكون ساحة آخرى للصراع بين الغرب الذى ورثها بعد الحرب العالمية الثانية وبين الشرق الذى يرى أن قدراته صارت تسمح له بأن ينهى هذا الوضع

منذ اجتماع يالتا الذي حددت فيه مناطق النفوذ بين المنتصرين فى الحرب ، والروس يحلمون ان يكون لهم موقع قدم على هذا الشاطئ الطويل الممتد فى مواجهة أوروبا ، وعندما تقدموا بطلباتهم للحصول على قاعدتين بحريتين احداهما فى برقه والأخرى فى طرابلس ، اخرج الغرب من جعبته وعد ايدن للأمير ادريس ليبنى عليه مشروع للاستقلال يلتقى مع تطلعات الليبيين وأحلامهم تحت نظام محسوب بالكامل على لندن وواشنطن..

حتى القذافى..

الذى اعتمد فى تسليح جيشه على الروس لم يكسر قواعد يالتا فلم يسمح باى تسهيلات لأسطولهم ولا طائراتهم ، و كان يراعى التقسيم الذى اقر فى ذلك الاجتماع..

اليوم الأمر اختلف..

فالروس لم يعودوا يأبهون بموروث الحرب العالميه ، وبكل علنية يعملون على تغييره ، ولا يمكن ان يكون ما يحدث شرق البلاد الذى يدجج بالسلاح حتى أذنيه، والذى ينفق المليارات مجهولة المصدر خارج الدوله ، إلا مقدمات لاستحواذ روسيا على المناطق الليبية وانهاء سيطرة الغرب عليها لاول مرة فى التاريخ ، مثلما حدث فى مثلث النيجر مالى بوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى ، حيث اعتقد ان طرابلس وخلال اشهر وربما اسابيع ستكون رأس هذا المثلث ..

الغرب يعانى ازمه..

جعلت هزيمته فى أوكرانيا بوابة اوروبا الشرقيه اكيده ، تمهيدا لاستعادة روسيا نفوذها فى لاتفيا ولتوانيا والمشاركة فى بولندا كما كان الامر عبر التاريخ ، ولا اعتقد ان الغرب سيكون فى افريقيا اكثر قدرة على الصمود من صموده فى اوروبا الاهم له استراتيجيا واقتصاديا ..

لذلك فنحن فى مرحلة..

تحدد المعركة بين الطرفين على الساحة العالمية اتجاه الامور فى ليبيا ، بينما يتضاءل تأثير العامل الليبي ، ويتحول إلى متغير تابع للمتغير الاساس بين موسكو و واشنطن ..

وعلينا ان نبنى حساباتنا على ذلك..

Shares: