مستشفى براك – يبدو أن التواجد الروسي في ليبيا آخذ في التمدد تحت مسمى إنشاء “الفيلق الأفريقي” الذي سيحل بديلا لقوات فاغنر الخاصة، حيث تعمل موسكو، منذ ثلاثة أشهر، على نقل عسكريين ومقاتلين روس إلى ليبيا بهدف تأسيس قاعدة بحرية عسكرية روسية في البحر المتوسط.

 

وبحسب تحقيق، نشره الموقع الإلكتروني لمبادرة “عين على فاغنر“، وهي مبادرة بحث واستقصاء “فرنسية-سويسرية”، نقلت موسكو حوالي 1800 عسكري روسي إلى ليبيا منذ أسبوعين، يتمركز أغلبيهم في المنطقة الشرقية، التي يسيطر عليها خليفة حفتر والتشكيلات المرتبطة به.

 

وشهدت قاعدة براك الشاطئ العسكرية حركة طيران شحن روسي مكثف، لتبلغ الزيادة في عدد القوات بنسبة تقارب 25%، حيث لم تكشف التحقيقات السابقة، التي يعود تاريخها إلى مارس 2024، عن وجود مثل هذا النوع من الوجود، مما يشير إلى أنه نسبيًا جديد.

 

ولكن الأهم والأخطر، وفقا لشهود عيان، أن القوات الروسية الدخيلة على ليبيا، اعتمدت القسم العسكري في مستشفى براك الشاطئ، كمقر طبي رسمي لعلاج الجنود الروس إذا ما تطلب الأمر ذلك في مناطق التواجد الروسي بقارة أفريقيا.

 

وأكدت شهود العيان أيضا، في تصريحات خاصة لـ”ج بلس”، أن القسم العسكري بمستشفى براك الشاطئ تم تزويده بمعدات طبية حديثة؛ وصلت عبر الشحن الجوي الروسي.

 

والفيلق الأفريقي هو تشكيل عسكري روسي تم الكشف عنه مطلع 2024 ليكون بديلا عن مجموعة “فاغنر” الروسية الخاصة، الأمر الذي يعكس سعي موسكو لتوسيع نفوذها العسكري في القارة الأفريقية.

 

ويتوزع الفيلق بين 5 دول أفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وتحتضن ليبيا المقر المركزي؛ لعدة عوامل منها نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت.

 

ومن عوامل اختيار ليبيا مقرا لهذا الفيلق ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

 

كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

 

وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

 

بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.

 

ويفتح حفتر وأولاده الباب على مصراعيه أمام الوجود الأجنبي في ليبيا، لا سيما الروسي والجانب العسكري على وجه الخصوص للاستعانة بهم في حروبه ومحاولاته السيطرة على مقاليد الحكم في ليبيا بالقوة العسكرية.

Shares: