أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن ليبيا لا تزال تعاني انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية والفقر المتعدد الأبعاد، وانعدام المساواة في الدخل وانخفاض الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى تداعيات التغير المناخي.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير عن أنشطته خلال مارس الماضي إنه لاحظ ارتفاع الحد الأدنى لتكلفة سلة الإنفاق الغذائي بنسبة7% خلال شهر مارس، مقارنة بشهر فبراير الماضي، لتصل إلى 847 دينارا تقريبا.
ورجح التقرير أن يؤثر ضعف أداء الدينار الليبي مقابل الدولار في السوق الموازية على أسعار السلع والخدمات المتاحة للسكان، مما يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية، خاصة بالنسبة للسكان ذوي الدخل المنخفض.
وحددت المنظمة الأممية، في تقرير عن أنشطتها خلال مارس الماضي، أنها بحاجة إلى تمويل قدره 14.1 مليون دولار أميركي خلال الفترة بين شهري أبريل وسبتمبر المقبل من أجل تنفيذ برامجها داخل ليبيا، مشيرة إلى أن عدد المستفيدين من تلك البرامج بلغ 40 ألفا و546 شخصا حتى مارس الماضي.
وتحدثت عن تراجع أعداد الأشخاص الذين بحاجة إلى المساعدة من 1.5 مليون في العام 2021 إلى 803 آلاف في العام 2022.
وأوضح التقرير، أن ليبيا تجد صعوبة كبيرة في التعامل مع تداعيات العاصفة «دانيال»، وما صاحبها من فيضانات غير مسبوقة دمرت أجزاء من شرق ليبيا، سبتمبر الماضي، وتسببت في حركة نزوح واسعة.
وأظهرت البيانات أن 209 آلاف و118 شخصا تلقوا مساعدات برنامج «الأغذية العالمي» خلال شهر مارس الماضي، بينهم 19 ألفا و254 من المتضررين من «دانيال»، حصلوا على مساعدات مالية مباشرة في 13 موقعا مختلفا في الشرق بإجمالي 478 ألف دولار.
وحصل هؤلاء على المساعدات عبر برنامج الكروت الإلكترونية المقيدة، التي تسمح لهم بالمرونة في شراء أنواع مختلفة من الأغذية من اختيارهم من المحال التجارية المحلية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
وبدأت الفرق التابعة لـ«الأغذية العالمي» في إعادة تأهيل 37 مخبزا تقريبا في مدينة درنة، وهي الأكثر تضررا من العاصفة «دانيال»، لمواجهة النقص الناتج من انخفاض أعداد المخابز العاملة في المدينة جراء الفيضانات.
وأعلن التقرير عن دعم «الأغذية العالمي» في مجال التعليم، جهود وزارة التعليم في إطلاق مبادرة «يوم التعليم الكامل» من خلال توفير وجبتين مدرسيتين صحيتين (إفطار خفيف وغداء) لـ2500 طالب في تسع مدارس بجميع أنحاء ليبيا يوميا.
وقدم البرنامج الأممي بالتعاون مع الشركاء المحليين مساعدات لـ18 ألفا و752 طالبا في 46 مدرسة في بنغازي ودرنة وتاروغاء، مع تقديم وجبات مدرسية جرى تحضيرها محليا في مطابخ مركزية.
ولفت «الأغذية العالمي» إلى أنه مع استمرار الحرب في السودان، لزيادة في وصول اللاجئين الباحثين عن المساعدة إلى ليبيا، مع استقبال مدينة الكفرة بالجنوب العدد الأكبر من النازحين بالنظر إلى موقعها القريب من الحدود السودانية.
وأكد التقرير، أن فرق المنظمة الأممية أجرى زيارات إلى مدينة الكفرة، لإجراء تقييم، وأحصت قرابة 21 ألف نازح سوداني في المدينة، وهو ما يُبرز التحديات والاحتياجات الغذائية الفورية لهؤلاء، بما فيها المساعدات الغذائية والصحية وغيرها.
وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.