سلط تقرير صادر عن موقع ” العربي الجديد”، الضوء على القطاع الصحي في ليبيا، حيث أكد أنه يعاني من انهيار واضح في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك مراكز التأهيل والعلاج النفسي الحكومية.
ويقول الطبيب الليبي المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية، فتح الله زروق، لـ”العربي الجديد”: “مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية قليلة أساساً، والمتوفر منها تحوّل إلى مراكز لإيواء المرضى، والفحوص والعلاجات لا تتوفر في الكثير منها حالياً”.
يضيف زروق: “العدد المحدود من المستشفيات المتخصصة الموجودة كلها قديمة، وهي توجد في المدن الكبرى، ولم يتم تحديثها طيلة عقود ماضية، وينبغي التوسّع في إنشاء مزيد منها بسبب الحاجة الملحة إليها بعد سنوات الحروب والفوضى التي شهدتها البلاد”.
وأجبر تراجع العناية بالمصابين بالأمراض النفسية في المستشفيات الحكومية من يطلبون العلاج على اللجوء إلى المصحات الخاصة، وأغلب هذه المصحات تعاني من نقص الكوادر المؤهلة، ما يجعل عنايتها بالمرضى لا تصل إلى النتائج المرجوة.
يقول الطبيب زروق إن “العديد من المرضى الذين يترددون عليه يشكون من فوضى قطاع الصحة النفسية العام، ومن نقص الرعاية الطبية فيه، وأغلب من أعالجهم يعانون من حالات اكتئاب، وبنسبة أقل من اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام وغيره، ووجود الاكتئاب على رأس قائمة الأمراض النفسية سببه موت الأقارب والأصدقاء أو تداعيات النزوح والتهجير، وكثير من المرضى من الفئات العمرية الصغيرة، لكن لا توجد إحصائيات رسمية حول أعداد المرضى النفسيين، أو تصنيف أنواع أمراضهم”.
ويعد تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022 الذي تضمّن أرقاماً تقديرية أحدث التقارير المعنية بالصحة النفسية في ليبيا، وكشف التقرير عن حاجة واحد من كل سبعة ليبيين إلى رعاية نفسية أو عقلية بسبب تداعيات النزاع القائم في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. وحسب معلومات التقرير، فإن خدمات الصحة النفسية كانت متوفرة في خمس مدن ليبية هي طرابلس ومصراته وبنغازي وأجدابيا وسبها، لكن تراجعت هذه الخدمات كثيراً خلال السنوات الأخيرة.
يذكر أنه في أكتوبر الماضي، جددت منظمة الصحة العالمية بمناسبة يوم الصحة النفسية العالمي دعوتها إلى العناية بالصحة النفسية للأفراد في ليبيا، خاصة بعد الفيضانات المدمرة التي ضربت مناطق شرقي البلاد، وتسببت في فقدان العديد من الأفراد لذويهم.
وعلى الرغم من الإعلانات المتتالية من قبل حكومة التطبيع في طرابلس ومجلس النواب في بنغازي عن إرسالهما فرقاً من الأطباء النفسيين لدعم أهالي درنة، إلا أن الطبيب فتح الله زروق يؤكد استمرار تردي الوضع النفسي لدى العديد من الأشخاص الذين فقدوا ذويهم هناك، ويضيف: “يؤكد الأطباء من مدينة درنة تردد الكثير من الشباب والأطفال على المصحات النفسية الخاصة في بنغازي، لكن هناك أشخاصاً لا عائل لهم ليهتم بعرضهم على الطبيب، وقد سُجلت حالات انتحار لأشخاص فقدوا ذويهم في درنة، والمراهقون والأطفال هم الأكثر عرضة للصدمات، ورغم خطورة ذلك، لم تنتبه الحكومتان إلا بعد أن تحول الوضع إلى ظاهرة مقلقة”.
المصدر | العربي الجديد