كشفت صحيفة التايمز الإيرلندية، عن تحركات قوات حفتر وتعاونه المكثف مع دول أجنبية على رأسها روسيا، وما أحدثه من الجدل بشأن تعاونه مع روسيا بشأن الفيلق الأفريقي الذي سينطلق من ليبيا، معلنة عن تدريب جنود سابقين لقوات تابعة لخليفة حفتر في ليبيا بالتزامن مع حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على البلاد وانتهاكها قانون حظر التدريب.

ووفقا لما نقلته الصحيفة الإيرلندية فإن التدريب الذي أجرته شركة تدعى Irish Training Solutions، كان مخصصا للواء 166 مشاة التابع للقيادة العامة بالاستعانة بجنود أيرلنديين سابقين لتدريب القوات العسكرية.

 

وتضمنت دورة التدريب تدريب القوات الخاصة على القتال من مسافة قريبة، والاعتداءات على المنازل، ومداهمات تهريب المخدرات، وكذلك على استخدام الأسلحة النارية ومدافع الهاون، والاستطلاع والتدريب الطبي.

وأشارت الصحيفة الأيرلندية إلى أن الشركة تحصلت على عقد بملايين اليورو بين عامي 2023 و2024 لتدريب القوات العسكرية، وتزويدها الألوية بالمعدات والزي الرسمي وفق تحقيق الصحيفة.

كما كشف التحقيق عن تحويل رواتب المدربين الإيرلنديين إلى شركة مقرها في دبي تسمى “SOF Training ” لتجنب المحاولات الأيرلندية للتدقيق في نشاط الشركة .

وفي آذار / مارس الماضي تصاعدت المخاوف إثر جملة من الرسائل التحذيرية وجهها حفتر حيث قال إن مجال منح الفرص أصبح ضيقاً، وإن على “المعرقلين” مراجعة حساباتهم قبل أن تداهمهم الأحداث، دون أن يحدد القصد من ذلك.

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة مناورات “درع الكرامة” 2024 التي جرى تنظيمها بالذخيرة الحية في جنوب سرت، وحضرها رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب أسامة حماد، وعدد من القادة العسكريين والأمنيين.

وقال حفتر إن “سلامة ليبيا مرهونة بتحقيق انفراج عاجل في المسار السياسي الذي يتعمد بعض الأطراف المنخرطة فيه اختلاق العراقيل والحجج الواهية ليظل مسدوداً وأن يستمر الوضع على ما هو عليه حفاظاً على مكاسبهم الخاصة دون مبالاة لمصلحة الوطن أو مراعاة لمعاناة الوطن أو المواطن”.

واعتبر أن “هذا المسار قد أُعطِي من الفرص أكثر مما ينبغي دون أن تظهر في الأفق أيّ ملامح تبشر بحلول توافقية تنتهي بتسوية سلمية عادلة وتدفع في اتجاه تحقيق الاستقرار السياسي الذي يتطلع إليه الليبيون، “محذراً من وصفهم بالمعرقلين ومن تبع خطاهم من المفسدين بأنهم لن يفلحوا وأن مجال منح الفرص قد أصبح ضيقاً، وأن الصبر صار على حافة النفاد، وأن عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم قبل أن تفاجئهم الأحداث بما لا يشتهون أو يتوقعون”. وفي السياق تتصاعد التقارير المحذرة من نشاط محتمل لروسيا في إفريقيا بالتعاون مع حفتر خاصة تلك التقارير الصادرة عن أوروبا التي لطالما عبرت عن قلقها في مناسبات عدة من النفوذ الروسي في دول تقابلها وتجاورها في الساحل.

 

وفي جديد تلك التحذيرات فقد حذر قائد قيادة العمليات في الجيش الألماني، بيرند شوت، من “النفوذ العسكري الروسي المتزايد” في دول إفريقية من بينها ليبيا.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن نية روسيا الأصلية في ذلك هي سد الثغرات ذات الصلة بالسياسة الأمنية في ظل الفراغ الحالي وتحاول قلب الوضع لصالحها ودرء النفوذ الغربي.

وأضاف شوت أنه بعد الانقلابات العسكرية التي شهدها غرب أفريقيا في الأعوام الأخيرة، وسعت روسيا تدريجيا نفوذها وحلت محل دول غربية وأوروبية في الوجود في المنطقة.

وأشار إلى أن الوجود الروسي يشكل حزاما بريا يمكن أن يمتد تقريبا من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، على حد قوله.

وحسب شوت تنشط روسيا عسكريا في بوركينا فاسو ومالي وسط بوادر على بدء التعاون العسكري في النيجر، إلى جانب الاجتماعات التي تجري على المستوى السياسي في تشاد كما تنشط القوات الروسية في ليبيا منذ عام 2016 على شكل مجموعة تدعى فاغنر والتي شاركت في الحرب على طرابلس مع قوات حفتر عام 2019 .

 

وأرجع تحركات موسكو إلى أن إدارة الأزمات الدولية والدفاع الوطني ودفاع التحالفات مرتبطة بعضها ببعض، معتبرا أن التعامل مع الأمر عسكريا يمثل تحديا رئيسيا، ليس لألمانيا فحسب، بل للتحالفات الغربية الأخرى.

ونقلت جريدة ألمانية معلومات أوروبية تشير إلى خطط محتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية في ليبيا، حيث تستغل موسكو عدم الاستقرار السياسي في البلاد لتوسيع نفوذها.

وتقول الجريدة إن الحكومة الألمانية تشعر بالقلق إزاء الجمود السياسي في ليبيا والوجود الروسي المتنامي، مشيرة إلى معلومات أوردتها خدمة العمل الخارجي الأوروبية EEAS وهي الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أكدت مؤخرًا زيادة في تسليم المواد الثقيلة والخطط المحتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية

وأضافت أن القاعدة البحرية الروسية ستكون على الساحل الليبي، كخطوة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا؛ فبالإضافة إلى ميناء طرطوس في سورية، ستكون هذه القاعدة العسكرية الثانية للسفن الحربية الروسية على البحر الأبيض المتوسط مباشرة على الحدود الجنوبية الجغرافية لحلف شمال الأطلسي ناتو.

Shares: