العرب اللندنية – أعلن عدد من القنوات التلفزيونية الموالية للنظام السابق، عن العودة إلى المشهد الإعلامي للمنافسة على استقطاب المشاهدين في داخل ليبيا وخارجها.
وستتزامن عودة تلك القنوات مع دخول شهر رمضان الذي عادة ما يشهد ارتفاعا في نسبة المشاهدة وخاصة على صعيد العائلات وفي المناطق الداخلية للبلاد.
وظهرت على مدار القمر الاصطناعي المصري “نايلسات” شارة قناة “الليبية” بنفس شعارها الذي عرفت به منذ انطلاق بثها الرسمي لأول مرة كإحدى أبرز الأذرع الإعلامية لمشروع “ليبيا الغد” لسيف الإسلام القذافي.
وبدأت القناة بثها في الخامس عشر من أغسطس 2007 تحت إدارة شركة الغد للخدمات الإعلامية ثم توقف إرسالها لكن عاودت الإرسال في الخامس عشر من أغسطس 2008 بتقديمها عددا من البرامج بينها برامج “قلم رصاص” للإعلامي المصري الراحل حمدي قنديل.
وقد ظلت القناة تبث برامجها حتى تم تأميمها بقرار شخصي من العقيد معمر القذافي، وضمها إلى الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى في مايو 2009 ليتغير اسمها لاحقا إلى قناة “الجماهيرية 2″، ولكن بعد اندلاع أحداث فبراير 2011 عادت إلى البث بشعارها الأول من مقرها في طرابلس، وكانت عرضة للتشويش المستمر من قبل أجهزة دولية متخصصة إلى أن انقطع إرسالها نهائيا في أغسطس من ذلك العام.
وفي محاولة أولى حاول بعض أنصار النظام الجماهيري في سبتمبر 2013 إعادة إطلاق القناة لكن التجربة لم تستمر طويلا وينتظر أن تكون التجربة الجديدة أكثر اتساعا وأهمية لاعتبارات عدة، من بينها إطلاق مسار المصالحة الوطنية، والجهود المبذولة لحلحلة الأزمة السياسية وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يسعى أنصار النظام السابق لخوضها بقوة.
والقناة الثانية التي ستعود للبث هي قناة “الجماهيرية” التي تعبر عن وجهة نظر النظام السابق، وهي تعمل بجهود شخصية للمشرفين عليها ممن كانوا أطلقوا في أوائل العام 2012 قناة “الخضراء”، قبل أن تعتمد لاحقا الاسم والرمز الرسميين للقناة الحكومية التي كانت تتصدر المشهد الإعلامي في ليبيا قبل حتى العام 2011.
وواجهت “الجماهيرية” الكثير من المصاعب وتوقف بثها في مناسبات عدة نتيجة الديون المسلطة عليها، ومع ذلك فهي تحظى بشعبية كبيرة لدى نسبة مهمة من الليبيين وخاصة من كبار السن ومن يجدون على شاشتها مواد مهمة توثق لفترة حكم النظام السابق، باعتبارها تمتلك أرشيفا ثريا من الدراما والأغاني والمنوعات وخطب القذافي والأناشيد الوطنية وغيرها.
وهناك قناة أخرى تعاود البث وهي “النجع” لصاحبها الشاعر الغنائي والشعبي الكبير علي الكيلاني الذي كان يعتبر أهم الرموز الثقافية والإعلامية للنظام الجماهيري، والذي أسس منذ 35 عاما لتجربة تلفزيونية هي البرنامج التراثي “النجع” أو “رفاقة عمر” الذي اعتاد الليبيون على أن يرافقهم على موائد الإفطار خلال كامل شهر رمضان المبارك.
وكان البرنامج قبل العام 2011 مهتما بالعادات والتقاليد والمأثورات والمقتنيات وغيرها والعمل على إحيائها في الذاكرة الشعبية باختيار موضوع لكل حلقة يتم تناوله بمادة كلامية ثم بأغنية لصوت بارز كذكرى ومحمد حسن وسيف النصر ونبيهة كراولي وأسماء المنور وأشرف محفوظ ومريم السعفي ورمضان كازوز وغيرهم، وبعد مغادرته ليبيا وإقامته في مصر، سعى الكيلاني لاستئناف إنتاج البرنامج وبثه على شاشة “الجماهيرية”، ثم وبعد توقف بثها اتجه لإطلاق قناة خاصة تحمل اسم البرنامج الذي أصبح خلال السنوات الماضية متخصصا في تذكير المشاهدين بفترة حكم القذافي والتركيز على القيم الاجتماعية وتثمين دور القبائل والتبشير بعودة النظام الجماهيري.
وكانت حركة الإعلام في ليبيا قد خرجت من الثوب القديم لتبدأ عهدا جديدا. وبعد سقوط نظام القذافي انخرط العشرات من الإعلاميين الليبيين في سوق العمل التلفزيوني ونشطت حركة الإعلام على أيدي صحافيين محليين طموحين.
وبدأ الأمر مع أواخر عام 2011 بإطلاق قنوات للدولة الجديدة على أنقاض منظومة إعلام النظام السابق، والتي كانت تتمثل في “الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى” و”أمانة اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام”، وشارك رجال أعمال لأول مرة، في تمويل قنوات خاصة.العرب اللندنية – أعلن عدد من القنوات التلفزيونية الموالية للنظام السابق، عن العودة إلى المشهد الإعلامي للمنافسة على استقطاب المشاهدين في داخل ليبيا وخارجها
لكن ممارسة المهنة اصطدمت بالكثير من العراقيل خاصة في طرابلس حيث وصل الأمر إلى قصف مقار بعض القنوات التي لا تعجب الميليشيات بالصورايخ، وخطف العاملين فيها وغيرها من إجراءات دفعت الكثير من القنوات إلى الانتقال إلى العمل من الخارج.
ويرى مراقبون أن عودة قنوات النظام السابق تأتي في سياق التنافس بين التيارات السياسية المتعددة في البلاد، وخاصة بين القطبين الأبرز وهما القطب الداعم لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة في طرابلس وإسطنبول، والقطب الموالي للقيادة العامة للجيش الوطني في بنغازي، وسعي كل منها لتوسيع قاعدته الشعبية استعدادا لإمكانية التوصل إلى اتفاق حول تنظيم الانتخابات التي طال انتظارها.