قال عضو مجلس النواب، عمار الأبلق، إن ما يحدث حاليا على الساحة الليبية بمثابة إطلاق «رصاصة الرحمة» على الخريطة الأممية.
وأضاف الأبلق في تصريحات نقلتها «الشرق الأوسط» إن بيان الدول العشر، التي تملك تأثيرا وازنا في الساحة الليبية، يعكس دعما واسعاً لمسار البعثة وخريطتها، لكنه في المجمل يبقى أقل تأثيرا من النفوذ الأمريكي.
وأعتقد البرلماني أن واشنطن وصناع القرار بها، وعلى رأسهم مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، سبقوا الجميع في خطواتهم بالمشهد الليبي.
ويرى الأبلق أن التباين بين رؤية البعثة وواشنطن، التي تسعى أيضا إلى تنسيق بين القوى المسلحة شرقاً وغرباً بما يشبه الاعتراف المتبادل بينهما، يقلل فرص الدمج بينهما، كما يطرح البعض كأنه مخرج للبعثة من موقفها المتأزم.
وخلص عضو مجلس النواب إلى أن الأطراف المتصدرة للمشهد ستوظف الخلاف حول هيئة الرئاسات العليا، ودعوة حكومة حماد للحكم الذاتي، والاحتجاجات في شرق البلاد لتعطيل أي محاولة أممية، ومع ضمان الدعم الأمريكي، فلن يخشوا صدور عقوبات دولية.
وترى صحيفة الشرق الأوسط أنه رغم الترحيب الأمريكي والدولي بدعم خريطة الطريق التي طرحتها المبعوثة الأممية هانا تيتيه قبل ثلاثة أشهر، يتساءل سياسيون عن مستقبل هذه الخريطة التي يرون أنها بات على المحك وتواجه غموضاً كبيرا، في وقت تواصل فيه المبعوثة الحشد دوليا وإقليميا لدعم تنفيذها.
ولم تنحصر تقديرات هؤلاء السياسيين في رصد التعثر في تنفيذ الخريطة جراء تصلب مواقف الأطراف الليبية وعدم التزامهم بالجداول الزمنية المحددة لمساراتها، وإنما تضمنت أيضاً تكرار رفض خليفة حفتر لها بشكل مبطن، ووصفها بأن خيوطها نُسجت وراء الحدود.
ومع تشكيل هيئة الرئاسات العليا في طرابلس، والرد التصعيدي من قبل حكومة حماد على تلك الخطوة بالتلويح بخيار «الحكم الذاتي»، والترويج لتنظيم مظاهرات في مناطق سيطرتها، يرى مراقبون أن الخريطة الأممية دخلت مرحلة حرجة، وانتقلت من مسار التعثر إلى مواجهة خطر الطي والتجميد، ما يهدد العملية السياسية بالبلاد، ويعزز الانقسام سياسيا ومؤسسيا.
وفي ذات السياق، وجه المحلل السياسي عاطف الحاسية، انتقادات عنيفة للبعثة الأممية للدعم في ليبيا، واصفا إياها بأنها أصبحت جزء من الفشل في البلاد، متهما إياها بأنها تلاعبت بالحل السياسي طيلة 14 عاما.
وأوضح الحاسية، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “المسار”، أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن البعض لا يزال يعتقد أن البعثة جزء من الحل أو أنها تملك مفاتيحه.
واستنادا إلى قراءة المشهد السياسي الراهن، اعتبر المحلل أن البعثة الأممية أصبحت مثل أي مؤسسة ليبية فاشلة وغير قادرة على تحقيق الاستقرار.
كما أشار الحاسية إلى إصرار البعثة على تقديم وعود متعلقة بالمواعيد والمدد الزمنية دون أن تنفذها، مشددا على أن آخر مسمار في نعش البعثة الأممية هو تمويلها من دولة ليست محايدة في المشهد الليبي، مطالبا الجميع في ليبيا بالابتعاد عنها.
وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من طرابلس مقرا لها، والثانية حكومة أسامة حماد المكلفة من البرلمان والمدعومة أيضاً من قوات حفتر.


