أكد موقع أفريكا أنتليجنس خلال تقرير له، أن الصين عادت أخيرًا إلى السوق الليبية بعد تراجع دام منذ سقوط نظام الرئيس الراحل العقيد معمر القذافي.

وتشير التقارير إلى أن بكين تعيد بناء حضورها الاقتصادي من خلال شراكات استراتيجية محلية في مختلف أنحاء ليبيا، مستهدفةً فرص الاستثمار في طرابلس وبرقة على حد سواء.

الموقع أوضح أن العودة الرسمية للصين بدأت بعد لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ مع محمد المنفي في سبتمبر 2024 خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، حيث أبدت بكين اهتمامها بإحياء شراكاتها مع ليبيا بعد فترة من التراجع. وتجارب الشركات الصينية السابقة التي توقفت عن مشاريعها الإنشائية عقب 2011 بسبب العقود غير المسددة أصبحت من الماضي، بحسب التقرير.

في طرابلس، أشار التقرير إلى أن المستثمرين الصينيين يعملون بشكل وثيق مع الغرفة التجارية الليبية الصينية المشتركة (LCJCC)، التي تأسست بالشراكة مع المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية. الغرفة تدعم الشركات الصينية في إقامة مشاريع شراكة بين القطاعين العام والخاص، كما تعزز التنسيق مع مختلف الوزارات الليبية، بما في ذلك لقاءات وزير الاقتصاد محمد الحويج لتحديد المشاريع القابلة للاستثمار.

كما أبرز التقرير أهمية التسهيلات المصرفية التي توفرها غرفة التجارة والصناعة والزراعة الليبية للشركات الصينية، والتي تتيح الوصول المباشر إلى المصرف الليبي الخارجي التابع لمصرف ليبيا المركزي. وتشمل هذه التسهيلات معالجة المدفوعات ودعم الشركات الليبية الراغبة في توقيع عقود مع الشركاء الصينيين.

على صعيد المشاريع، ركز النشاط الصيني على العقود الاستراتيجية الكبرى، من بينها مشاريع السكك الحديدية التي بدأت قبل عهد القذافي، بالإضافة إلى افتتاح خط الشحن الصيني إلى المنطقة الحرة بمصراتة، والتي تُعد ميناء الدخول الرئيسي للسوق الليبية.

كما أبدت شركة هواوي الصينية اهتمامًا بالمنطقة الحرة في طرابلس لدعم التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية الذكية.

ويشير التقرير إلى دور الشخصيات الليبية في تسهيل الاستثمار الصيني، مثل عبد المجيد مليقطة، رئيس اللجنة العليا للتعاون الليبي الصيني، ومستشار الحكومة الحالي، الذي أصبح جهة اتصال رئيسية للشركات الصينية فيما يتعلق بالشراكات بين القطاعين العام والخاص ومشاريع البناء والتشغيل والنقل.

ولا يُخفي التقرير أن الديناميكية الجديدة للصين في ليبيا تأتي وسط تراجع النفوذ الغربي في البلاد، في وقت عززت فيه موسكو وجودها العسكري في برقة وفزان منذ 2019، فيما توسّع النفوذ التركي من طرابلس إلى بنغازي.

وفي الوقت نفسه، تستعد السفارة الصينية لإعادة فتح أبوابها في طرابلس لدعم وصول المستثمرين وإصدار التأشيرات، ضمن جهود دبلوماسية متزامنة مع التوسع الاقتصادي.

الموقع الاستخباراتي خلص إلى أن بكين تعيد ترتيب أوراقها في ليبيا على كل الأصعدة، الاقتصادية والدبلوماسية، مستفيدةً من الفجوات التي خلفها الانقسام السياسي الداخلي، مع تعزيز دورها في مشاريع استراتيجية يمكن أن تعيد الصين إلى مركز التأثير في السوق الليبية بعد سنوات من التراجع.

Shares: