قال موقع أفريكا أنتليجنس إن مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، يسعى منذ عدة أشهر، لترسيخ نفسه كمهندس أول لسياسة واشنطن في القارة، لكن شخصيات رفيعة في إدارة ترامب تشكك في موثوقيته وفي علاقاته المفترضة مع شخصيات في عالم الأعمال.

وأضاف الموقع الاستخباراتي أن مسعد بولس يحاول أن يجعل نفسه مرئيًا قدر الإمكان على أمل تأخير سقوطه من دائرة النفوذ، حيث يظهر إلى جانب رؤساء الدول والوزراء كلما استطاع، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة أو المؤتمرات الدولية، وهو يحب فرص التقاط الصور بعد الاجتماعات الخاصة التي تركز على خطط سلام طموحة. غالبًا ما تدور هذه المبادرات حول فرص الاستثمار الأمريكي، لكن في واشنطن يُشتبه الآن في أنه يسعى للاستفادة منها شخصيًا.

وأوضح أن بولس يحب تضخيم قربه من الرئيس الأمريكي، فهو والد أحد أصهار ترامب، لكنه لا يتمتع سوى بوصول محدود إلى البيت الأبيض وعشيرة ترامب، حيث تم تقليص مساحة حركته منذ أن بدأ في المنصب في أبريل، ونطاق عمله، المقيد بميزانية تشغيلية هزيلة، يقتصر على بضع قضايا أفريقية.

وأكد أن في كل حالة، كان على بولس أن يرضى ببقايا مسودات الاتفاقيات التي أدارها مستثمرون مقربون من الرئيس سابقًا، ثم تم التخلي عنها لصالح مناطق جغرافية أخرى ذات أولوية أعلى، من أوكرانيا إلى إندونيسيا وغرينلاند والشرق الأوسط.

وقال الموقع الفرنسي إن جمهورية الكونغو الديمقراطية تندرج ضمن هذه الفئة، حيث تدخل بولس في المناقصات الجارية من أجل السلام مع رواندا مقابل أصول تعدينية استراتيجية، وكانت هذه القضية تُتابع في البداية من قبل مبعوث ترامب للمهام الخاصة، ريتشارد غرينيل، الذي التقى رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي في مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير، ثم دفع رجل الأعمال التكساسي جينتري بيتش بنفسه إلى الجانب التجاري من الأمور، وتحديدًا منجم كولتان روبايا في مقاطعة شمال كيفو بالكونغو، الذي يسيطر عليه حركة التمرد المدعومة من رواندا (M23).

وأوضح أن بيتش، رئيس صندوق الاستثمار “أمريكا فرست غلوبال”، هو جزء من دائرة مقربة من الممولين الكبار لحملة ترامب الانتخابية، بما في ذلك صديقه دونالد ترامب الابن، الذين سعوا منذ ذلك الحين إلى ترسيخ أنفسهم كلاعبين استراتيجيين في الدبلوماسية الاقتصادية للبيت الأبيض، إلا أن بولس الذي يُسخر منه البعض بسبب مبالغته في وصف خبراته وثروته، لم يتمكن من دخول هذا الدائرة الضيقة، لكنه استفاد من زواج ابنه مايكل بولس من تيفاني ترامب، ابنة الرئيس الثانية، ليشق طريقه نحو محيط العائلة، وإن بقي مهمشًا داخلها.

وأشار إلى أن بولس قام بزيارته الأولى إلى الكونغو في أوائل أبريل للقاء تشيسكيدي والانضمام إلى الصفقة التي يتم التفاوض عليها مع إدارة ترامب ورواندا.

وفي الشهر التالي لرحلته الأولى إلى كينشاسا في مايو، تداولت رسالة على ورق مراسلات لوزارة الخزانة الأمريكية تفيد بأن بيتش لم يعد جزءًا من فريق ترامب لعملية السلام هذه، فتوجه الممول التكساسي، الذي تم إقصاؤه تدريجيًا من ملف الكونغو، إلى مفاوضات أخرى تعتبر أكثر استراتيجية لمصالحه الخاصة ولمصالح ترامب، لا سيما في أوكرانيا وإندونيسيا وغرينلاند.

وقال أفريكا أنتليجنس إن بولس تمكن من ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في المفاوضات في الكونغو الديمقراطية، لكنه في المقابل جعل لنفسه خصمًا قويا داخل عشيرة ترامب.

وفي طرابلس، يدرس بولس قطاع الطاقة الليبي نيابة عن إدارة ترامب، وهو يتطلع إلى الأصول التي تنتظر التخصيص من قبل مؤسسة النفط نيابة عن الشركات الأمريكية، وتشمل القطاع NC7 ومناقصة 22 منطقة استكشافية، نصفها عبارة عن قطع برية في أحواض غدامس ومرزق وسرت، والنصف الآخر يتكون من حقول بحرية قبالة ساحل سرت ومصراتة وبرقة.

وأضاف أن بولس سهل بالفعل جهود شركة الإدارة الإنشائية الأمريكية Hill International، التي وقعت اتفاقية مع NOC والشركة التابعة لها “مليته أويل آند غاز” لإدارة مرافق الغاز البحرية.

وأوضح انه لكي يحرك العقود المحتملة في ليبيا إلى الأمام، يعتزم بولس أولاً العمل نحو إنشاء حكومة موحدة جديدة تضم عشائر الشرق والغرب التي قسمت البلاد وإيراداتها النفطية بينهما.

وفي هذا السياق، نظم اجتماعًا في روما في 3 سبتمبر بين مستشار حكومة الوحدة إبراهيم الدبيبة، وصدام حفتر، الذي يُتوقع أن يخلف والده، خليفة حفتر، على رأس ما يسمى بالجيش الليبي في الشرق، وكان الطرفان يتواصلان ضمن إطار أقامته الإمارات العربية المتحدة، وذلك أنشا بولس الآن عملية وساطة موازية.

وأشار الموقع إلى معرفة بولس بالقضايا مجزأة وتحليلاته مبسطة أحيانًا، وفقًا لدبلوماسيين محترفين تعاملوا معه، لافتا إلى أنه لم يكن لدى ليبيا سفير أمريكي منذ مايو، ورسخ بولس نفسه كنقطة الاتصال الرئيسية الجديدة ويحاول بطريقته الخاصة إحياء الوجود الأمريكي في البلاد تحت قيادته.

Shares: