سلطت وكالة “ستيب نيوز” الضوء على ما تشهده الساحة الليبية الأسابيع الأخيرة، خاصة في الشرق، من سلسلة التحركات المكثفة لخليفة حفتر.
وقالت الوكالة السورية إن تحركات حفتر الأخيرة عكست مساعيه لإعادة تثبيت موقعه في معادلة الصراع الداخلي، وتوسيع هوامش الدعم الإقليمي والدولي لصالحه، في ظل انفتاح غير مسبوق على تركيا، وتواصل استراتيجي مع دول عربية.
وأضافت أن هذه التحركات تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط لإجراء انتخابات، وسط تعثر مسار التوافق الداخلي وتنامي التحديات الأمنية في ليبيا وجوارها، فيما يشير خبير بالعلاقات الدولية أن نجاح هذه التحركات سيفتح الباب أمام “مفاجآت” في الوضع الداخلي الليبي.
وأوضحت الوكالة أن حفتر استقبل قبل يومين إبراهيم كالن، رئيس جهاز المخابرات التركي، تزامنا مع زيارة المدمرة التركية TCG Kinaliada التي أجرت تدريبات بحرية مشتركة مع قوات حفتر البحرية.
وقالت “ستيب نيوز” إنه تبع زيارة رئيس جهاز المخابرات التركي، زيارة أجراها أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني الإماراتي علي محمد الشامسي إلى بنغازي، حيث بحث مع حفتر سبل تعزيز العلاقات بين ليبيا والإمارات.
وأضافت أن تحركات حفتر اختتمها بزيارة اصطحبه فيها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب إلى القاهرة التقيا خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت الوكالة أنه على مدار سنوات كان هناك خلافات بين تركيا وحفتر، حيث دعمت أنقرة حكومة الوفاق في طرابلس وقواتها العسكرية، لكن الأمر اختلف مؤخراً، ولم يكن لقاء كالن هو الأول بين مسؤول تركي وحفتر، وسبق ذلك زيارة لصدام حفتر إلى تركيا الشهر الماضي.
وأشارت إلى هذا الانفتاح التركي في أبريل الماضي، بدأ عندما استقبلت أنقرة رسمياً صدام حفتر بصفته آمرا للقوات البرية، وهو ما اعتُبر إعلاناً غير مباشر عن مرحلة جديدة من التوازن التركي بين شرق وغرب ليبيا.
الخبير بالعلاقات الدولية، مهند حافظ أوغلو قال إن الهدف الأساسي والمباشر لزيارة إبراهيم كالن هو تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا عبر البرلمان الليبي، ورغم أن قوى في شرق ليبيا اعترضت على هذه الاتفاقية في السابق، إلا أن التحركات التركية نحو الشرق، وتوضيح حقيقة أن الاتفاق سيعود بالنفع الاستراتيجي وليس المرحلي على ليبيا، جعلت الأمور تمضي نحو الحسم.
وأضاف أوغلو في تصريحات نقلتها “ستيب نيوز” أن تركيا تنسق بشكل أساسي مع دول المنطقة، خاصة مع مصر وإيطاليا فيما يتعلق بالملف الليبي، مع تركيز واضح على الشرق.
وأوضح أن التحركات مع الغرب تسير بطبيعتها ضمن علاقات قائمة منذ سنوات، بينما ظل الشرق متحفظًا، مما دفع أنقرة إلى تكثيف تحركاتها باتجاهه، بالتوازي مع مصر وبعض الدول الأوروبية، في إطار الصراع على الغاز في شرق المتوسط وبحر إيجه.
وأشار الخبير التركي إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية ترتبط في معظمها بالشرق الليبي وليس بالغرب، لذلك جاء هذا الحراك الدبلوماسي للوصول إلى أهداف إقليمية جديدة، لافتا إلى أن الزيارات العسكرية التركية، والتدريبات البحرية، وإرسال الفرقاطات، تأتي كرسالة قوة مرافقة للحراك السياسي، لتؤكد أن تركيا لا تسعى فقط لتمرير الاتفاقية، بل تلتزم أيضًا بالاتفاقات الدفاعية والتدريبات المشتركة.