قالت صحيفة الشرق الأوسط إن العاصمة الليبية حبست أنفاسها ليلة أمس، عقب تسريبات إعلامية جرى تداولها بشأن تعليمات أصدرها عبد الحميد الدبيبة، بالاستعداد للتحرك ضد خصومه في ميليشيا ما يعرف بـ«جهاز الردع» المتمركزة بقاعدة معيتيقة في طرابلس.
الصحيفة أكدت أنه لم يصدر تأكيد رسمي من جانب حكومة الدبيبة بشأن هذه الأنباء، التي نقلتها منصة إخبارية مقربة من الحكومة، لكن الدبيبة سبق وكرر في تصريحات صحفية خلال الأشهر الثلاثة الماضية عزمه القضاء على ميليشيات مناوئة له، عاداً أنها تحدى سلطة الدولة.
صحيفة الشرق الأوسط أوضحت أن التسريبات انتشرت على نطاق واسع في طرابلس جاءت بعد ساعات قليلة من لقاء الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الذي بحث تعزيز التنسيق وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الراهنة.
الصحيفة أشارت إلى أن بيان حكومة الدبيبة لو يوضح تفاصيل التحديات التي ناقشها مع المنفي، لكنه فتح باباً للتساؤلات حول تفاصيل ما دار في هذا الاجتماع، وما إذا كان الملف الأمني في طرابلس على أجندته.
المحلل العسكري الليبي، محمد الترهوني، أرجع التوتر الأخير في طرابلس لمحاولات الدبيبة إثبات امتلاكه القوة والنفوذ، وخلق واقع عسكري جديد في العاصمة طرابلس، آخذاً في الاعتبار أنه يسابق الوقت، في ظل ما يحمله استمرار وجود جهاز الردع من مخاطر.
وأشار الترهوني في تصريحات نقلتها «الشرق الأوسط» إلى أنباء عن تشكيل غرفة عمليات من قادة مجموعات مسلحة، موالية للحكومة، للتحضير لتحركات في إطار خطة عسكرية ضد جهاز الردع داخل معقله بمطار معيتيقة وحي سوق الجمعة.
وتداول مدونون عبر صفحات تواصل ليبية ما قالوا إنه تسجيل مصور لتحليق طائرة مسيرة تابعة لـ(الردع) فوق مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، وهو ما عده الترهوني رسالة من ميليشيا الردع بأنها على أهبة الاستعداد، ليس للدفاع عن نفسها فقط؛ لكن للهجوم أيضا.
واعتقد الترهوني أن ميليشيا الردع صارت في طور الاستعداد الكامل في مناطق تمركزها، لكنه رأى أنها تحافظ على ضبط النفس في أماكن تمركزاتها، وعلى ألا تكون الطرف المبادر لإشعال فتيل هذه الحرب.
ومنذ مايو الماضي تعيش طرابلس على وقع «هدنة هشة»، يشرف عليها المجلس الرئاسي، وتوافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية في ليبيا ، بعد قتال عنيف بين قوات موالية لحكومة الدبيبة المؤقتة وخصومها.
وجاء ذلك بعد جولة مواجهات أولى اندلعت في الشهر نفسه، في أعقاب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، القيادي البارز عبد الغني الككلي، المعروف باسم «غنيوة»، والجهاز جماعة مسلحة كانت متمركزة في ضاحية أبو سليم (جنوب غربي طرابلس)، وتعاظم نفوذها الاقتصادي في قطاعات رئيسة بالدولة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه اندلعت في اليوم التالي معارك منفصلة أكثر عنفا بين «اللواء 444» قتال، التابع لحكومة الدبيبة، وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والجهاز مجموعة أخرى شديدة النفوذ، تسيطر على شرق العاصمة والمطار، وأكبر سجون المدينة.
وعقب توقف تلك الاشتباكات بدأت 7 كتائب وألوية مسلحة المشاركة في فصل المتقاتلين، عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس، بينما قالت بعثة الأمم المتحدة إنها تراقب عن كثب «الهدنة الهشة» في طرابلس.