سلطت قناة “الحرة” الأمريكية الضوء في تقرير خاص لها على مقتل عبد الغني الككلي “غنيوة”، أحد أبرز قادة الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، واصفة الحدث بأنه قد يمثل نقطة تحول في مستقبل سلطة الدولة في ليبيا.
وأكد التقرير أن مقتل الككلي في 12 مايو خلال اشتباكات عنيفة في حي أبو سليم وسط العاصمة، جاء بعد توتر متصاعد بين ميليشيا “قوة دعم الاستقرار” التي كان يقودها، وحكومة عبد الحميد الدبيبة.
وشدد التقرير على أن الحادثة التي سبقت المواجهات المسلحة، والمتمثلة في اقتحام عناصر من جهاز “دعم الاستقرار” لشركة الاتصالات القابضة واختطاف رئيس مجلس إدارتها ونائبه، كانت “القشة التي قصمت ظهر التحالف” بين غنيوة وحكومة الدبيبة.
ووفقاً للتقرير، فإن الككلي لم يكن مجرد قائد ميليشيا، بل تحول مع الوقت إلى “مؤسسة قائمة بذاتها” وسلطة موازية تهدد سلطة الدولة، إذ نجح في تأسيس كتيبة مسلحة بعد ثورة فبراير 2011، استطاعت لاحقا الحصول على شرعية رسمية من حكومة الوفاق الوطني السابقة.
ونقل التقرير عن المحلل السياسي الليبي رمضان معيتيق قوله إن الدبيبة يحاول إثبات قدرته في السيطرة على زمام الأمور الأمنية والسياسية في غرب البلاد “للمحافظة على شرعيته الدولية والإقليمية”.
معيتيق اعتبر أن مقتل الككلي “تغيير مهم جدا أعطى لحكومة الدبيبة رصيدا كبيرا مع سقوط أبرز المنافسين للحكومة.
وأشار التقرير إلى تعقيد المشهد الميليشياوي في طرابلس، حيث يبلغ عدد التشكيلات المسلحة في العاصمة نحو 50 تشكيلاً، أبرزها “قوة الردع الخاصة” التي تتوتر علاقتها أيضا مع الحكومة.
واختتم التقرير بتساؤل حول مستقبل ليبيا بعد مقتل “غنيوة”، مرجحا أن يكون الحدث مفصلياً في العاصمة التي أنهكتها الميليشيات، وأن تكون منطقة أبو سليم تجربة اختبار للانطلاق نحو ليبيا موحدة ومستقرة ومن دون ميليشيات.