أكدت العين الإخبارية أن العاصمة الليبية طرابلس تعيش حالة من التوتر الأمني غير المسبوق، بعد أن حاصرتها مليشيات مسلحة من عدة محاور، في تطور خطير ينذر بانفجار وشيك في المشهد الليبي المضطرب.
العين قالت، حسب مصادر أمنية ليبية وشهود عيان، إن المليشيات المسلحة انتشرت في مختلف شوارع طرابلس، ترافقها آليات عسكرية ثقيلة، مع توافد سيارات مسلحة وأرتال قادمة من مدن: الزاوية، والزنتان، ومصراتة.
وأضافت أنه رغم عدم وضوح الأسباب الدقيقة لهذا التحرك المفاجئ، فإن مصادر مطلعة رجحت وجود خلافات متصاعدة بين بعض القيادات المسلحة في العاصمة وحكومة الدبيبة، وسط مؤشرات على صراع محتدم للسيطرة على القرار السياسي في المرحلة المقبلة.
العين الإخبارية أوضحت أنه في محاولة لاحتواء التصعيد، دعت وزارة الدفاع الليبية عددًا من قادة المليشيات لاجتماع عاجل مع وكيل الوزارة، بهدف نزع فتيل الأزمة وبحث آليات تهدئة الأوضاع.
وقال المحلل السياسي والعسكري، سالم سويري، إن التحركات الأخيرة تأتي في سياق التنافس على النفوذ، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن قرب تغيير حكومي مرتقب، ومساعي البعثة الأممية لتشكيل سلطة تنفيذية جديدة تقود البلاد نحو الانتخابات.
وأوضح سويري في تصريح نقلته “العين الإخبارية” أن المليشيات تحاول فرض نفسها كقوة أمر واقع، لضمان تمثيلها في أي تسوية سياسية مستقبلية، وخاصة بعد صدور التقرير النهائي للجنة الاستشارية الأممية، والذي يدعو لتشكيل حكومة موحدة قبل الانتخابات.
ولم يستبعد سويري أن تكون الأرتال العسكرية التي تحركت من المدن الغربية تهدف إلى استعراض القوة، وربما الضغط على الأطراف الدولية والمحلية لضمان دور أكبر في المعادلة السياسية، خاصة مع حالة السخط المتزايد في الشارع الليبي نتيجة الفوضى والفساد.