أحيت منظمة الميثاق الأفريقي الجديد الدولي (NACI) الذكرى التاسعة والثلاثين للقصف المأساوي الذي استهدف مدينتي طرابلس وبنغازي في 15 أبريل 1986، عندما شنت الولايات المتحدة غارات جوية على المدينتين الليبيتين.

وذكر موقع سكوب وورلد النيوزيلندي أن إدارة ريجان في واشنطن زعمت أن القصف ردا على هجوم سابق على ملهى ليلي في برلين، أسفر عن مقتل جنود أمريكيين وعزت قصف برلين إلى ما وصفته بـ”الدعم الليبي للإرهاب”.

وقال الموقع إن العملية العسكرية التي أُطلق عليها اسم “وادي الدورادو”، استهدفت مسكنَي العقيد الراحل معمر القذافي في طرابلس وبنغازي، حيث شُنّ الهجوم الأمريكي في الساعات الأولى من صباح 15 أبريل 1986، وشاركت أكثر من 100 طائرة من البحرية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية في الهجوم على المدينتين الرئيسيتين في ليبيا.

وذكرت تقارير أن طائرة إف-111 تابعة للقوات الجوية الأمريكية فُقدت، لكن دقة أعداد الضحايا الليبيين لم تُعلن بعد، في حين تشير التقديرات إلى مقتل 63 أفريقيًا، من بينهم هناء القذافي، ابنة القائد الليبي الراحل.

وتدعو المنظمة إلى تخليد ذكرى الأخوة والأخوات الأفارقة الذين سقطوا بلحظات صمت في جميع أنحاء أفريقيا وفي الشتات الأفريقي، لافتة إلى أنه لا مكان في أفريقيا يُخلّد ذكرى هؤلاء الشهداء الأفارقة الذين سقطوا في مدينتي طرابلس وبنغازي.

وأشار الموقع إلى أنه منذ الإطاحة بالملك إدريس في ليبيا على يد مجموعة من الضباط العسكريين بقيادة معمر القذافي، واندلاع ثورة الفاتح في الأول من سبتمبر عام 1969، توترت العلاقة بين الولايات المتحدة وليبيا، واتسمت بالتوتر الشديد، وتبادل الاتهامات.

“سكوب وورلد” أكد أن العلاقة بين الدولتين تأثرت سلبًا عام 1986، عندما زعمت الحكومة الأمريكية أن ليبيا مسؤولة عن تفجير ملهى “لا بيل ديسكوتيك” في برلين الغربية في الخامس من أبريل، والذي أسفر عن مقتل جندي أمريكي وإصابة أكثر من مئتي شخص.

وذكر الموقع تفاصيل الهجوم الأمريكي على ليبيا أن العملية بدأت عندما غادرت 24 طائرة من طراز F-111 تابعة لسلاح الجو الأمريكي قاعدة سلاح الجو الملكي في لاكنهيث بالمملكة المتحدة، إلى جانب 5 طائرات أخرى من طراز EF-111 من قاعدة هيفورد الجوية الملكية.

وبين الموقع أن طائرات F-111 واجهت رحلةً بطول 3500 ميل، مع أربع عمليات تزويد بالوقود جوًا في كل اتجاه بسبب قيود الطيران، ومع اقتراب الطائرات من ليبيا، أطلقت حاملتا طائرات تابعتان للبحرية الأمريكية، هما يو إس إس كورال سي ويو إس إس أمريكا، 14 طائرة هجومية من طراز A-6E و12 طائرة دعم هجومية من طراز F/A-18 وA-7 إلى ليبيا.

منظمة الميثاق الأفريقي قالت إنه في سياق الذكرى التاسعة والثلاثين للقصف الأمريكي لمدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين، فإنها تؤكد أن غزو الناتو وحملته الإبادة الجماعية، التي بدأت في مارس 2011، كانت تهدف إلى قتل القائد معمر القذافي، كما خططوا لاغتيال قادة أفارقة تقدميين آخرين في القارة.

المنظمة شددت على دعمها استقلال ليبيا السياسي وسيادتها الاقتصادية، مطالبة بالتوقف الفوري عن النهب المستمر للموارد الطبيعية والثروات الأفريقية في ليبيا.

كما طالبت منظمة الميثاق الأفريقي الجديد الدولي (NACI) بإنهاء الاستعمار والاحتلال العسكري لليبيا من قِبل التنظيمات الإرهابية المدعومة من حلف شمال الأطلسي، معارضة منطق المغامرين الإجراميين الأجانب، مثل ما يُسمى بالتنظيمات الإرهابية الإسلامية، الذين يُحددون مستقبل القارة الأفريقية.

Shares: