قالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرر عدم المشاركة شخصيا في القمة العربية الطارئة، التي تستضيفها جمهورية مصر العربية بغرض بحث تطورات القضية الفلسطينية.

وأضافت الوكالة أن القرار يأتي على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية، التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة، دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية.

وقبيل التئام القمة انعقد اجتماع ثلاثي في القاهرة، جمع كلا من وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، ونظيره التونسي، محمد علي النفطي، والوزير المُكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية بدولة ليبيا، الطاهر الباعور.

ووفقا للتلفزيون الجزائري الرسمي، خُصص الاجتماع لبحث التحضيرات المُتعلقة بتنظيم القمة الثلاثية المقبلة المقررة بالعاصمة الليبية طرابلس، كما جرى استعراض التقدّم المحرز في تنفيذ مُخرجات القمة الثلاثية التي عُقدت في أبريل الماضي بتونس.

وذكرت “بي بي سي” أن البعض يرى قمة طرابلس المرتقبة بديلاً لقمة القاهرة الطارئة، بعدما تصادف التحضير لها مع إحجام الرئيس الجزائري عن المشاركة والتصريحات التي نقلتها عنه وكالة الأنباء الجزائرية، وكذلك مع غياب الرئيس التونسي دون إبداء أسباب.

وقالت إن القمة المقررة في طرابلس تأخرت بسبب الوضع الداخلي في ليبيا، إذ كان من المقرر عقدها في يوليولا الماضي، ثم نهاية العام المنصرم 2024 ومع ذلك، تستمر التحضيرات لعقد القمة المرتقبة.

وأثارت آلية القمة الثلاثية تكهنات بأنها ربما محاولة لبناء تحالف إقليمي جديد، يكون بديلاً لاتحاد المغرب العربي الذي يضم الدول الثلاث إضافة إلى المغرب وموريتانيا، خاصة في ظل تدهور العلاقات مؤخراً بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء الغربية، وفي ظل تعطل عمل الاتحاد المغاربي الذي انعقدت آخر قمة له في عام 1994، وذلك بعد نحو خمس سنوات فقط من تأسيسه عام 1989.

لكن وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أكد في تصريحات له في أبريل 2024 أن قمة تونس التي جمعت الزعماء الثلاثة كانت “ناجحة”، وأنها ليست وليدة ظروف خاص”، كما أنها ليست بديلاً عن اتحاد المغرب العربي.

ووفق البيان الختامي لقمة قرطاج 2024 فإن الدول الثلاث تسعى إلى توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق، لتعزيز مقومات الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما مع بروز متغيرات ومستجدات إقليمية وأزمات دولية متلاحقة وفارقة، لم يعد بالإمكان لأي دولة أن تواجه تداعياتها بمفردها.

واختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، القمة العربية الطارئة بشأن قطاع غزة، والتي انتهت بالموافقة على الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، كبديل عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجير سكانه.

وشهدت القمة غياب العديد من الزعماء العرب، على رأسهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التونسي قيس سعيد.

Shares: