كشف المترشح البرلماني عبدالله عثامنة عن تفاصيل مثيرة حول العلاقات الدولية الليبية قبل وبعد 2011، مسلطاً الضوء على قضية تمويل القذافي لحملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والتحولات الدراماتيكية في السياسة الخارجية الليبية.
عثامنة أوضح في تصريحات صحفية، أن تمويل حملة ساركوزي كان جزءاً من استراتيجية القذافي للتأثير في صناعة القرار الأوروبي، حيث كان يسعى لبناء علاقات تخدم المصالح الليبية.
غير أن هذه العلاقة تحولت من الصداقة إلى العداء، وتجلى ذلك في المشاركة الفرنسية في العمليات العسكرية ضد ليبيا عام 2011، حتى قبل صدور قرار مجلس الأمن.
وأشار المترشح البرلماني إلى أن السياسة الخارجية الليبية في عهد القذافي نجحت في تحقيق إنجازات مهمة على الصعيد الإفريقي، منها تأسيس مؤسسات الاتحاد الإفريقي والبنك المركزي والبرلمان الإفريقي.
هذه المبادرات، وفقاً لعثامنة، أزعجت القوى الأوروبية وكانت من أسباب سعيها لإسقاط النظام الليبي.
وانتقد عثامنة بشدة السياسات المالية للحكومات المتعاقبة بعد 2011، مشيراً إلى سلسلة من المنح المالية لدول مختلفة دون تحقيق منفعة حقيقية لليبيا.
وذكر أمثلة عديدة، منها منح تونس 127 مليون مقابل تسليم البغدادي المحمودي، وموريتانيا 255 مليون لتسليم عبدالله السنوسي، إضافة إلى منح حديثة لتركيا وسوريا بقيمة 50 مليون دولار لكل منهما.
وأكد عثامنة أن الدبلوماسية الليبية اليوم تعاني من ضعف غير مسبوق، حيث فقدت ليبيا تأثيرها الدولي على مدى 14 عاماً.
وأضاف أن البلاد تواجه سلسلة من الأزمات تشمل قضايا النفط والحدود والأموال في الخارج والسفارات والعلاج، مشيراً إلى تراجع المكانة الدبلوماسية الليبية وعدم قدرتها على الاستفادة من الاتفاقيات الدولية القائمة.
وختم عثامنة حديثه بالتأكيد على ضرورة تشكيل مؤسسات موحدة وقوية، من برلمان وحكومة ورئيس، لاستعادة مكانة ليبيا الدولية وتحقيق المصالح الوطنية، مشدداً على أهمية بناء علاقات متوازنة مع دول العالم، وخاصة دول الجوار.