حثت وزيرة الخارجية السابقة في حكومة عبد الحميد الدبيبة، نجلاء المنقوش ، العالم على عدم السماح لسوريا بأن تصبح قصة تحذيرية أخرى لأمة تركت لتنهار تحت وطأة اللامبالاة العالمية والقيادة المنقسمة.

وقالت المنقوش في تصريحات نقلتها “الجارديان” إن العالم شاهد في رهبة انهيار نظام بشار الأسد في سوريا ديسمبر الماضي، محذرة من السماح لفراغ السلطة في سوريا بأن يتحول إلى حرب أهلية أخرى، كما فعل المجتمع الدولي في ليبيا.

وأضافت المنقوش: “باعتباري أول وزيرة خارجية ليبية، فأنا أدرك تمام الإدراك حجم المخاطر التي تتهدد ليبيا، فعندما سقط النظام السابق اعتقدنا أن ليبيا تحررت، لكن نشوة الثورات غالبا ما تفسح المجال لحقائق أكثر قتامة”.

المنقوش أوضحت أنه بعد سقوط النظام السابق انتشرت الفوضى، حيث اندلعت الاشتباكات بين المليشيات واستولى أمراء الحرب على الأراضي واستغلال جماعات مثل القاعدة لمعاناة ليبيا.

وزيرة الخارجية السابقة أشارت إلى أن بنغازي، التي كانت ذات يوم رمزًا للأمل، استولت الجماعات السلفية ذات الأيديولوجيات المتطرفة على السلطة، مما أدى إلى تسميم الأوردة السياسية في البلاد.

وقالت المنقوش: “أعيش الآن في بريطانيا، وأصبحت نتاجاً للعبة الجيوستراتيجية التي أجبرتني على المنفى، ولكن قصتي ليست فريدة من نوعها، فقد نزح أكثر من 400 ألف شخص، وأصبحت ليبيا بوابة لنحو 90% من المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا”.

وأضافت أنه في عام 2011 سارع زعماء مثل باراك أوباما، ونيكولا ساركوزي في فرنسا، وديفيد كاميرون في بريطانيا، وحلف شمال الأطلسي، إلى تقديم أنفسهم باعتبارهم أبطال الشعب الليبي، ولكن أفعالهم السطحية فشلت في معالجة احتياجات البلاد على المدى الطويل.

وأوضحت أن الميليشيات تركت دون رادع، وأضعفت المؤسسات، وسقطت البلاد في الفوضى، وكان تنفيذ برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج الذي بدأ في أواخر عام 2011 سيئا، وبدلاً من تعزيز الاستقرار، أدى ذلك إلى زعزعة استقرار ليبيا، مما أدى إلى شن هجمات على المدنيين في الخارج وبمرور الوقت، تم تدمير التراث الثقافي الغني والبنية الأساسية للبلاد.

ولفتت إلى أن منذ ذلك الحين، وصف أوباما الفشل في التخطيط لما بعد ليبيا بأنه “أسوأ خطأ” ارتكبه في منصبه، في حين أدان التحقيق العام الذي أجرته بريطانيا غياب استراتيجية متماسكة لمرحلة ما بعد القذافي.

وتوقعت المنقوش أن تواجه سوريا نفس المصير فقد بدأت البلاد تتأرجح بين السلام والفوضى، وتتنافس الفصائل المتمردة على السلطة، ويتولى قيادة الحكومة المؤقتة قائد له علاقات بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة.

وفي سياق آخر، زعمت نجلاء المنقوش في بودكاست أثير على قناة الجزيرة القطرية، أن لقاءها مع الوزير الإسرائيلي كان يستهدف حماية المصالح الليبية، خاصة فيما يتعلق بالمياه الإقليمية وموارد الغاز في البحر المتوسط.

المنقوش شددت على أنها لم تناقش قضية التطبيع، مؤكدة موقفها الرافض للسياسات الإسرائيلية في فلسطين.

الوزيرة الموقوفة كشفت أنه رغم قرار إحالتها للتحقيق، لم يتم التواصل معها حتى الآن بهذا الشأن، مشيرة إلى استعدادها للمثول أمام لجنة التحقيق في أي وقت، منوهة إلى تدهور الأوضاع السياسية في البلاد خلال فترة غيابها.

المنقوش أشادت بردود الفعل الشعبية، معتبرة أنها نابعة من مخاوف بشأن التطبيع، لكنها أشارت إلى أن المواطنين لم يطلعوا على كامل تفاصيل اللقاء في حينه.

Shares: