لا يزال الانفلات الأمني الناتج عن فوضى الميليشيات يثير جدلا واسعا في الأوساط الليبية، فيما أعلنت الشركة الوطنية العامة للنقل البحري في بيان لها عن حادثة الهجوم المسلح والاختطاف التي استهدفت مديرها التنفيذي خالد التواتي ومرافقيه أمام منزله الكائن بمنطقة غوط الشعال.
#صحيفة_العرب_اللندنية | فوضى الميليشيات تدفع نحو المزيد من الانفلات الأمني في #ليبياhttps://t.co/ekl7C6sKpV
— +G (@G_plusss) February 3, 2024
وقالت الشركة إن مجموعة مسلحة تقود مركبتين تحملان لوحات مدنية قامت بإطلاق وابل من الرصاص، وقامت باختطافهم جميعا واقتيادهم إلى جهة غير معلومة ودون معرفة الأسباب، وبعد ما يقارب ساعتين تم إطلاق سراح المرافقين من أحد المواقع الأمنية الكائنة بمنطقة الفلاح بالقرب من الجسر الحديدي، مع استمرار الاختطاف والإخفاء القسري للمدير.
وبحسب البيان، فإن هذه الحادثة تأتي بعد 5 أشهر من حادثة اختطاف مماثلة تعرض لها المدير التنفيذي للشركة.
كما اعتقلت السلطات الأمنية الليبية الفنانة الشعبية فاطمة الطرابلسية، المشهورة بـ”الحمصة”، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو وهي تؤدي أغنية أثارت الجدل في الشارع الليبي، ووصفت بأنها “لا أخلاقية وتشجع على الانحلال”.
و”الحمصة ” التي تعتبر مغنية الأفراح الأولى في طرابلس، تعرضت للاعتقال في ظل محاولات فرض الوصاية على العادات والتقاليد الاجتماعية ومحاصرة الفنانين الشعبيين الذين لا يزال يحظون بشعبية واسعة في البلاد، وتمثل أغانيهم متنفسا لعموم الليبيين وخاصة الشباب.
وقال تقرير عن رصد الجرائم في ليبيا خلال يناير الماضي، إن منظمة شبكة رصد الجرائم سجلت في الثامن من يناير اعتقال ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مسلحين مجهولين يرتدون أزياء عسكرية في مدينة طرابلس، ووثق فيديو تم تداوله على التواصل الاجتماعي لحظات اعتداء المسلحين على الناشط وضربه وإساءة معاملته واقتياده إلى مكان غير معروف، وبعد عشرة أيام أعلن الناشط عن إخلاء سبيله عبر صفحته على فيسبوك.
ووثقت منظمة رصد اختطاف الناشط سعد علي موسى العبدلي، البالغ من العمر 34 عاما، من مكان عمله بمنطقة برسس شرق بنغازي، بتاريخ 10 يناير 2024، وقالت إن مسلحين يرتدون ملابس عسكرية تابعين للواء 106 بالقوات المسلحة الليبية يستقلون 3 سيارات عسكرية معتمة الزجاج، قاموا باقتحام مكان عمل العبدلي واقتادوه بالقوة إلى إحدى السيارات ونقلوه إلى مكانٍ مجهول، وتم إخلاء سبيله بعد ثلاثة أيام دون أيّ إجراءات قانونية.
وسبق أن تعرّض العبدلي لمحاولة اختطاف في منطقة برسس بتاريخ 22 ديسمبر 2023 من قِبل شخصينِ مسلحين وملثّمين يستقلان سيارة مدنية.
وفي 29 يناير، رصدت المنظمة اختطاف الناشط ناصر الهواري من منطقة جنزور بمدينة طرابلس، من قبل كتيبة فرسان جنزور واقتياده الى مكان غير معروف قبل أن ينقطع الاتصال به، وحسب إفادة أحد أفراد أسرة الهواري للمنظمة أنه وردتهم معلومات تفيد بوجوده في الاحتجاز بسجن معيتيقة التابع لجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وطالبت منظمة رصد السلطات في ليبيا بإجراء تحقيق فوري وشفاف ومُحايد في جميع الانتهاكات التي تم رصدها، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والقتل خارج القانون، وتقديم الجناة إلى العدالة أمام قضاء مستقل ونزيه، وذلك ضمانا للحق في الحياة والحق في سلامة الجسد والروح اللذين يحميهما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
كما طالبت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الذين تم التعسف على حقوقهم دون قيد أو شرط، وباتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والمهاجرين وغيرهم من الفئات الضعيفة من الانتهاكات، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والاحتجاز التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وذلك ضمانا للحق في حرية التعبير والرأي، الوارد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والحق في السلامة الجسدية والنفسية، الوارد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتحدثت تقارير حقوقية في 21 يناير عن مقتل عادل الزروق قادير بعد يوم واحد من اختطافه من قبل عناصر جهاز الأمن الداخلي بالقرب من منزله في شارع عشرين بمدينة بنغازي، وتم تسليم جثة الضحية التي ظهرت عليها آثار عنف وتعذيب إلى عائلته دون توضيح أسباب وفاته.
وأكدت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أن الضحية “قضى نحبه تحت التعذيب الجسدي على يد عناصر جهاز الأمن بمدينة بنغازي”، وطالبت بـ”ملاحقة جميع المتورطين المسؤولين عن هذه الجريمة”.
وقال المصدر نفسه إن “قسم تقصي الحقائق والرصد والتوثيق بالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا رصد واقعة “مقتل اللاعب والمدرب السابق بنادي الهلال عادل قادير والبالغ من العمر 58 عاماً بعد اعتقاله واختطافه بتاريخ 17 يناير بمدينة بنغازي، بعد خروجه من صلاة الفجر بالمسجد”.