أكد الخبير العسكري والاستراتيجي عادل عبدالكافي أن زيادة التواجد العسكري الروسي في ليبيا تنطوي على مخاطر كبيرة، حيث من شأنها تحويل البلاد إلى ساحة مواجهات عسكرية بين أطراف إقليمية ودولية متعددة.

شدد عبدالكافي، خلال تصريحات تلفزيونية لفضائية “الحرة”، على أن تواجد الفيلق الأفريقي الروسي يشكل تهديدًا خطيرًا ليس على ليبيا فحسب، بل على المنطقة بأسرها.

كما أشار إلى وجود قواعد عسكرية روسية في شرق ليبيا، مثل قواعد القرضابية والخروبة وبراك الشاطئ، مما يشكل تهديدًا أمنيًا على ليبيا ويُسهّل تدفق الأسلحة إلى داخلها ومنها إلى دول الجوار كالنيجر والسودان.

واعتبر أن ليبيا أصبحت، في ظل هذه الظروف، بؤرة توتر ومركزًا لانطلاق العمليات العسكرية باتجاه دول الجوار، مؤكدًا أن الوجود العسكري الروسي تجاوز بكثير معسكر الرجمة الذي كان قد استُقدم في البداية.

كما أعرب عادل عبدالكافي عن انزعاجه من تصاعد التدفق العسكري الروسي، لاسيما مع وصول حوالي 6 طائرات عسكرية روسية محملة بالعتاد إلى قاعدة الخروبة في بداية شهر ديسمبر الجاري.

أشار إلى اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية إجراءات لملاحقة بعض الشحنات العسكرية الروسية المتجهة إلى ليبيا، ومن بينها الشحنة التي كانت متجهة عبر إسبانيا، حيث أصدرت الأخيرة مذكرة تحقيق بحق صدام خليفة حفتر.

ولفت إلى قيادة الولايات المتحدة الأمريكية حملة لاحتواء النفوذ الروسي في منطقة الساحل والصحراء، وذلك من خلال فرض حصار اقتصادي على روسيا.

وأكد أن خليفة حفتر يواجه حاليًا مأزقًا يتمثل في التوفيق بين تحالفه مع روسيا والطلب الأمريكي بتواجد عسكري أمريكي في ميناء بنغازي.

إلى ذلك، قال عبدالحميد الدبيبة، خلال حديثه في ملتقى الاتصال الحكومي، أول أمس الخميس، أن روسيا دولة عظمى ولها مخططات في أفريقيا، وخاطبناها بشأن هذه المزاعم التي ما نزال نتحقّق منها، ونتواصل مع دول كبرى والمجتمع الدولي بهذا الشأن.

وقبل أيام، استدعت حكومة الدبيبة، السفير الروسي وطلبت تقديم توضيحات، بعدما أصدرت موسكو تحذيرا لرعاياها من السفر إلى ليبيا وتعريض حياتهم للخطر، وذلك عقب اعتقال أحد المواطنين الروس في العاصمة طرابلس.

وأوضح الدبيبة في هذا الإطار، أنه تمّ اعتقال الروسي الذي دخل إلى البلاد بتأشيرة سائح، بتهمة ارتكاب أفعال منافية للأخلاق، وبعد العثور في هاتفه على معلومات أمنية، مضيفا أنه يخضع للتحقيق لدى مكتب النائب العام.

Shares: