أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا موجة من التساؤلات بين المحللين السياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حول مستقبل خليفة حفتر ومليشياته المدعومة سياسيًا وعسكريًا من النظام السوري والروسي.

موقع “ليبيا أوبزرفر” سلط الضوء على تلك العلاقة، مؤكدًا أنها ظهرت من عبر زيارات واتفاقيات على مدار السنوات الماضية، والتي شكلت رابطًا استراتيجيًا متشابكًا، حيث أُعيد فتح مقرات دبلوماسية، وتم تنسيق المواقف لمواجهة ما وصفاه بـ”العدوان التركي” على ليبيا وسوريا.

كما كشف موقع “أفريكا إنتلجنس” الفرنسي المتخصص في المعلومات الاستخبارية عن تحالف استراتيجي عميق بين بشار الأسد وخليفة حفتر.

التقرير يرسم صورة معقدة للعلاقة بين الطرفين، والتي تطورت على مدار السنوات الخمس الماضية لتصبح أشبه بتحالف سري يربط بين النظام السوري ومليشيات حفتر في شرق ليبيا.

وقد تجلت هذه العلاقة من خلال سلسلة من الزيارات والاتفاقيات، أبرزها زيارة ماهر الأسد لبنغازي في أيلول 2022، حيث التقى بصدام حفتر نجل خليفة لتتويج شراكة بدأت في العام 2017.

شملت هذه الشراكة عدة محاور رئيسية، منها التنسيق السياسي والعسكري لمواجهة ما وصفاه بـ”العدوان التركي” على سوريا وليبيا، وإبرام اتفاقيات اقتصادية جعلت من شرق ليبيا “منجم أموال” للنظام السوري ورجال الأعمال المقربين من حفتر.

كما عمل حلفاء حفتر على فك عزلة دمشق من خلال تسيير رحلات جوية مباشرة بين مطاري دمشق وبنينا في بنغازي.

يرى المحللون أن الرابط العميق بين حفتر والأسد يعني أن سقوط أحدهما سيؤثر حتمًا على الآخر. فهما – حسب وصفهم – “وجهان لعملة واحدة”، وبالتالي، فإن سقوط نظام الأسد في سوريا يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل خليفة حفتر ومليشياته في ليبيا.

التقرير أوضح أنه يبدو أن المشهد الاستراتيجي في المنطقة يتغير بسرعة، وقد يكون سقوط الأسد بمثابة الضربة القاضية للتحالف السري الذي بناه حفتر على مدار سنوات، مما يهدد مكانته ونفوذه في المشهد الليبي.

Shares: