قال رئيس الائتلاف الليبي الأمريكي، فيصل الفيتوري إن اجتماع برنامج ويلتون بارك المقرر عقده في 4 ديسمبر المقبل يمثل تحركًا أوروبيًا استباقيًا للتعامل مع التحديات التي قد تفرضها أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الفيتوري أضاف عبر صفحته على “فيس بوك” أن الاجتماع يهدف إلى تقديم حلول شاملة للأزمة الليبية من خلال تعزيز التنسيق الدولي ووضع خارطة طريق لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، وذلك في ظل تفعيل قانون الاستقرار الأمريكي في أكتوبر 2024.

رئيس الائتلاف الليبي الأمريكي أوضح أن القانون الأمريكي يحذر بشكل واضح من التدخلات الدولية في الشأن الليبي ويهدد بفرض عقوبات على الجهات التي تسعى لتقويض السيادة الليبية لصالح أجندات خارجية.

الفيتوري أشار إلى أن الاجتماع يأتي كخطوة أوروبية تهدف إلى مواجهة السياسات المحتملة للرئيس ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة والتدخلات في شمال إفريقيا.

فيصل الفيتوري قال إن أوروبا تحاول تثبيت نفوذها في ليبيا عبر التركيز على الانتخابات وإدارة الموارد النفطية، لكن الاجتماع يواجه تحديات عديدة، أبرزها التنافس الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، إضافة إلى التوترات الإقليمية بين تركيا ومصر والإمارات، فضلًا عن الانقسامات الداخلية بين حكومة الدبيبة في طرابلس ومجلس النواب في الشرق.

وأضاف أن غياب رؤية موحدة حول الانتخابات وشروطها قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات بدلًا من تحقيق الاستقرار، بينما يظل الوضع الأمني الهش الناتج عن هيمنة الميليشيات أحد أكبر العوائق أمام استعادة سيادة الدولة.

ويرى الفيتوري أن الإدارة الشفافة للموارد النفطية تمثل نقطة حاسمة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار الفساد وسوء الإدارة، مما يعيق بناء الثقة العامة وتحقيق استقرار اقتصادي دائم.

وفي حال فشل الاجتماع في التوصل إلى توافق فعلي حول هذه الملفات، قد تتصاعد التوترات الدولية، مما يفسح المجال أمام قوى مثل روسيا لتعزيز نفوذها عبر أدوات مثل “فاغنر”، وهو ما قد يُضعف المصالح الأمريكية والأوروبية على حد سواء.

وأكد فيصل أن نجاح الاجتماع يعتمد على مدى استعداد الأطراف المختلفة لتقديم تنازلات والعمل المشترك لتنفيذ توصيات قابلة للتطبيق، إلى جانب وضع آليات متابعة فعالة بعيدة عن الاستقطابات السياسية.

وبالنسبة للولايات المتحدة، قال الفيتوري إن قانون الاستقرار يشكل أداة رئيسية لضبط التدخلات الخارجية وحماية مصالحها الاستراتيجية، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب واستقرار قطاع النفط ورغم ذلك، تبقى احتمالية فشل الاجتماع مرتفعة إذا لم تُعالج جذور الأزمة بشكل واضح وفعّال يتماشى مع المصالح الأمريكية.

Shares: