أكدت صحيفة “العرب” اللندنية في تقرير لها أن إبراهيم الدبيبة، رئيس حكومة الظل في طرابلس، وصدام حفتر، المرشح لأدوار قيادية مستقبلية، متفقان على إقصاء منافسيهم المحتملين، وخاصة الدكتور سيف الإسلام القذافي، مشيرة إلى رفضهما المطلق لإجراء انتخابات.
وأشار التقرير إلى أن الطرفين يعتبران الوضع الراهن الأمثل لمصالحهما، معتمدين على القوة العسكرية والثروة لتعزيز نفوذهما.
التقرير أشار إلى أنه في أوائل أكتوبر الجاري، أوقف الأمن الداخلي التابع لحكومة الدبيبة بإمرة لطفي الحراري، العميد العجمي العتيري آمر كتيبة أبوبكر الصديق، عندما كان في طريقه إلى تونس للعلاج.
التقرير لفت إلى أنه لم يتم الإفراج عن العتيري إلا بعد إعلان النفير العام في الزنتان والتحذير من إمكانية الدفع بالمنطقة الغربية إلى مواجهات دموية.
وأضاف التقرير أن تركيا تلعب دوراً محورياً في المشهد الليبي، حيث استضافت لقاءً بين الطرابلسي وصدام حفتر في إسطنبول، رغم المواجهات السابقة بين الطرفين.
كما كشف عن توقيع عقود جديدة بين شركات تركية ومصرية مع صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، برئاسة بلقاسم حفتر.
ولفت التقرير إلى وجود تقسيم واضح للنفوذ، حيث تسيطر سلطات الدبيبة على خُمس مساحة ليبيا، بينما تمتد سيطرة آل حفتر على أربعة أخماس البلاد، مع تحكمهم في مصادر الثروة النفطية والمنافذ الحدودية، مؤكداً أن أي حل مستقبلي لن يتجاهل هذا التقسيم شبه الفيدرالي ومصالح القوى المسيطرة حالياً.
التقرير شدد على أن صدام وإبراهيم مقتنعان بأن حكم ليبيا سهل ويسير، وأن من وضع يده على المقود لا يمكن أن يتخلى عنه، وأن المجتمع الدولي يمكن التعامل معه بنفس أدواته.
التقرير أوضح أن السلطتان كل منهما تكمل الأخرى، بل وتبرر وجودها، حتى وإن كان كل طرف ينظر إلى الطرف الثاني على أنه يمثّل بلدًا شقيقًا.
التقرير أكد أن طرابلس العاصمة تتحول بموجب الاتفاق غير المعلن إلى طرابلس الإقليم بثقلها الديموغرافي والسياسي الكبير، وبنغازي تتحول إلى إقليم برقة مع امتدادها إلى الوسط والجنوب بثقلها الجغرافي والاقتصادي، كأكبر مصدر للثروة النفطية وأطول مجال للحدود البرية مع دول الجوار.
التقرير أكد أن اللقاءات الكثيرة بين صدام حفتر وإبراهيم الدبيبة، أدت إلى تحقيق الكثير من الثغرات في المشهد العام بالبلاد، خاصة ما يتعلق بمصير شخصيات كان يُنظر إليها على أنها محصنة من الإقالة والإبعاد والملاحقة، مثل مصطفى صنع الله.
التقرير أشار إلى صنع الله جرت إطاحته من مؤسسة النفط في يوليو 2022 وتعيين فرحات بن قدارة بدلاً منه، وإقالة الصديق الكبير من منصب محافظ المصرف ، كانت بمثابة مسرحية مكتملة الأركان من نص وتمثيل وإخراج، وقام ببطولتها المنفي بإيعاز من الدبيبة بعد اتفاق غير معلن مع حفتر.
كما تم إسدال الستار بشكل نهائي على أسطورة الرجل القوي الذي كان يُعتقد أنه لا يمكن المساس به طالما أنه صديق الأمريكان والإنجليز والأتراك، ويحظى بدعم عقيلة صالح.
التقرير شدد على أن إبراهيم الدبيبة، الذي يبدو عمليًا كمستشار سياسي لعبدالحميد الدبيبة، هو في الحقيقة رئيس حكومة الظل في طرابلس، وهو الفاتق الناطق على مختلف الأصعدة، وصاحب القرار عندما يتعلق الأمر بالثروة والصفقات والعقود والتعيينات السيادية في مناطق نفوذه.
وكان الدبيبة خلال السنوات الأخيرة كانت له لقاءات عدة مع صدام حفتر، ويجتمعان في مطعم أو مقهى فخم بعاصمة كبرى، ويلتقيان كصديقين ويتحاوران كرجلين قويين كل منهما يمتلك مفاتيح السلطة والثروة في مناطق سيطرته.
وكما يتحدثان في الملفات الشائكة والصفقات الكبرى، فإنهما يتبادلان آخر النكات بخصوص المشهد العام الذي لا يستطيع تفكيكه إلا من لديهم القدرة العملية على التأثير في مفاصله.
التقرير شدد على أن أي حل مستقبلي لن يكون بإمكانه تجاهل التقسيم الفيدرالي سواء في صورته القديمة أو الحالية، ولا مصالح الممسكين اليوم بسلطة الأمر الواقع.
واختم التقرير بأن هذا الأمر هو ما يدركه الطرابلسي وهو يتحدث إلى صدام حفتر، ويعتمل في ذهن الدبيبة والمقربين منه والمحسوبين عليه.