شهدت كرة القدم الأفريقية مؤخراً أزمة غير مسبوقة، بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت بين منتخبي نيجيريا وليبيا لكرة القدم.
حيث تعرض منتخب نيجيريا لكرة القدم إلى معاملة قاسية خلال زيارته إلى ليبيا للمشاركة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية. حسبما نشر في بيان للاتحاد النيجري.
وفي بيان رسمي، كشف الاتحاد النيجيري عن تفاصيل صادمة حول ما تعرض له لاعبوه ومسؤولو بعثته في ليبيا.
وجاء بيان الاتحاد النيجيري على النحو التالي:
غادرت طائرة ValueJet المستأجرة مطار فيكتور أتا الدولي، أويو في الساعة 11:55 صباح يوم الأحد 13 أكتوبر 2024، وهبطت في مطار أمينو كانو الدولي، كانو في الساعة 13:10، لاستكمال الإجراءات وتزويد الطائرة بالوقود.
أقلعت الطائرة من كانو في الساعة 15:18، في رحلة مدتها 3 ساعات و35 دقيقة إلى بنغازي في ليبيا، ومن المتوقع أن تصل قبل بضع دقائق من الساعة 8 مساءً بتوقيت ليبيا.
عندما كان على وشك البدء في طريقه الأولي نحو بنغازي، تلقى الطيار تعليمات من برج المراقبة بأنه لا يستطيع الهبوط في بنغازي وعليه التوجه لمطار الأبرق الدولي، على الرغم من أن المطار يفتقر إلى ملاحين التحكم للهبوط في مثل هذه الساعات، واشتكى من نقص الوقود، لكن كلماته سقطت على آذان صماء حيث قيل له بطريقة صارمة أن التوجيه كان من السلطات العليا.
عند هبوط الطائرة في مطار الأبرق الدولي في بلدة الأبرق الصغيرة في الساعة 19:50، كان من الواضح أن المطار ليس منشأة جيدة الاستخدام، ولم تكن هناك أجهزة مسح أو المعدات المعتادة لهذه الخدمة، وكان على المسؤولين الاكتفاء بالهواتف المحمولة لمسح صفحات بيانات جوازات السفر.
الوفد الذي ضم 22 لاعبًا ومسؤولًا بالفريق؛ ورئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم السيد إبراهيم موسى جوساو؛ ونائب حاكم ولاية إيدو الرفيق فيليب شايبو، واثنين من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد النيجيري لكرة القدم، والأمين العام للاتحاد النيجيري الدكتور محمد سنوسي، واثنين من أعضاء البرلمان، واثنين من إدارة الاتحاد النيجيري لكرة القدم، واثنين من ممثلي وسائل الإعلام، واثنين من أصحاب المصلحة، لم يظهر لهم سوى القليل من الاحترام من قبل سلطات المطار التي طبقت أدابًا قاسية ونبرة صارمة.
لم يكن أي مسؤول من الاتحاد الليبي لكرة القدم موجودًا في المطار لاستقبال الوفد، كما هو متبع في أفضل الممارسات على مستوى العالم، ولم يتمكن مسؤولو المطار من الإجابة على السؤال البسيط حول مكان الحافلات التي ستعيد أعضاء الوفد إلى بنغازي حيث حجز الاتحاد الليبي لكرة القدم غرفا فندقية .
عندما حاول أعضاء الوفد بمن فيهم رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم شايبو، والدكتور سانوسي، الخروج من المطار للتأكد من وجود مركبات تنتظر الفريق، أوقفهم أفراد أمن المطار بطريقة غير مهذبة.
لم تسفر مكالمات الدكتور السنوسي إلى الأمين العام للاتحاد الليبي لكرة القدم عبدالناصر، عن أي نتائج، حيث ظل الأول يعد بأن الحافلات ستصل في غضون «10 دقائق» والتي أصبحت فيما بعد «ساعتين» وبعدها «ثلاث ساعات»، وفي وقت لاحق من المساء، لم يعد من الممكن الوصول إليه عبر الهاتف، وبسبب إحباطه من هذا الموقف، توجه الدكتور السنوسي إلى أفراد الأمن لطلب السماح للفريق بالخروج والركوب في الحافلات التي استأجرها الاتحاد النيجيري لكرة القدم في النهاية.
وقد رفض هذا الطلب بالإهانات، واستغرق الأمر تدخل كبار الشخصيات في الاتحاد النيجيري لكرة القدم لمنع ما كان ليتصاعد إلى شجار، حيث لم يسلم رئيس الاتحاد النيجيري نفسه عندما سمع تبادل الأصوات بين أفراد الأمن وأمينه العام، وقد أدى هذا إلى تفاقم التوتر وإحباط الفريق أكثر.
مع تزايد الإحباط، بدأ أعضاء الوفد وخاصة اللاعبين يشعرون بالقلق، فلم يكن هناك طعام أو مياه يوفرها اتحاد كرة القدم الليبي أو حتى أماكن لشراء هذه المواد، ولم تكن هناك شبكة أو اتصال بالإنترنت في المطار، وقد أدى هذا بسرعة إلى زيادة مستوى الإحباط والغضب.
بعد منتصف الليل، علمنا أن هناك أنباء من «السلطات العليا» مفادها أنه يجب تأخير وفد نيجيريا لمدة لا تقل عن 10 ساعات في المطار بسبب ما زعموا زوراً أنه حدث لفريقهم في نيجيريا، .
لقد أصيب فريق نيجيريا بالصدمة لأن الحادث الذي تم الإشارة إليه في نيجيريا كان من صنع الليبيين بالكامل.
قال رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم في رد فعل غاضب: «كنا نتوقع بعض الصدمات هنا بالنظر إلى الرواية الكاذبة لما حدث في نيجيريا كما رواها قائد فريقهم، لكننا لم نتوقع هذه الخدع، ما أراه حقير وليس له مكان في لعبة كرة القدم التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الممتازة بين الأمم وجمع الشعوب من ثقافات ومعتقدات دينية ومصالح اقتصادية وسياسية مختلفة معًا في جو من السلام والفرح».
علم الاتحاد النيجيري لكرة القدم أن سفارة نيجيريا في طرابلس كتبت قبل أسبوعين إلى السلطات في بنغازي أنها ترغب في الترحيب بالوفد النيجيري لدى وصوله، وقيل إن هذا الطلب قوبل بالرفض القاطع.
قد تم إجراء العديد من الاتصالات للسلطات العليا في نيجيريا لإطلاعها على الوضع، وقد أعرب هؤلاء الأشخاص جميعًا عن مخاوفهم بشأن سلامة وأمن الفريق.
وكانت هذه المخاوف حقيقية ومبررة بالنظر إلى كثرة التهديدات التي وجهها الليبيون على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام التي سبقت وبعد المباراة في أويو، وفي الساعة الثانية صباحًا، التقى الكابتن ويليام إيكونج برئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم برفقة الأمين العام للاتحاد النيجيري لكرة القدم لإبلاغ الرئيس بأن الفريق قد لا يتمكن من خوض المباراة، بسبب الصدمة والإرهاق وآلام الجسم الناجمة عن نقص الغذاء والجفاف والمعاملة القاسية للغاية والتي لا يمكن تصورها، مما أدى إلى إصابة بعض اللاعبين بالمرض.
كرر الاتحاد النيجيري لكرة القدم نداءاته إلى مسؤولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وعضو مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أماجو ميلفين بينيك، والسلطات العليا في نيجيريا، وأرسل خطابًا إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
أوضح فيه بالتفصيل تصرفات الدولة المضيفة، وأعرب عن أمله في أن يمضي الاتحاد القاري قدمًا في «معاقبة هذه الوحشية النادرة التي تعرضت لها اللعبة الجميلة»، وأشار إلى أن منتخب نيجيريا سافر على أمل الاستمتاع بمباراة كرة قدم رائعة، لكنه أصيب بخيبة أمل شديدة وإحباط بسبب المستوى غير المسبوق من العداء والموقف السيئ من جانب الدولة المضيفة.
عند شروق الشمس وصل موريس إيروموسيلي رئيس الجالية النيجيرية في شرق ليبيا حاملاً معه كلمات تعاطف من السفير النيجيري في ليبيا الحاج محمد محمد، وأعرب عن صدمته من المعاملة التي تلقاها الوفد النيجيري، حيث أجبروا على قضاء الليل بأكمله داخل صالة المغادرة بمطار الأبرق، وقال إن سعادته أمره بإحضار بعض الأشياء للفريق، وعاد بعد ذلك بأكياس بلاستيكية محملة بالكرواسون والمشروبات، والتي كانت بمثابة وجبة إفطار للفريق.
تم إجراء المزيد من الاتصالات، وفي النهاية تم الاتفاق من قبل جميع الأطراف على أن الفريق يجب ألا يخوض المباراة، بل العودة إلى نيجيريا لانتظار قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم فيما يتعلق بالمباراة غير المقامة.
بعد قضاء ساعات طويلة أخرى في انتظار سلطات مطار الأبرق لبيع الوقود لإعادة ملء طائرة ValueJet المستأجرة (والتي أثبتت في البداية أنها نوع من الهندسة الروبوتية)، غادر الوفد النيجيري مطار الأبرق (لا يستحق لقب «الدولي» بأي مقياس) في تمام الساعة 15:05، متجهًا إلى مدينة كانو، ومنها إلى العاصمة الفيدرالية أبوجا.