من حلب السورية إلى ليبيا مروروا بتركيا، ينطلق مسار المرتزقة السوريين الذين كانوا يحاربون تحت لواء حكومة فايز السراج، ضد قوات حفتر في المعارك الشهيرة والتي انتهت بقرار توصلت إليه لجنة 5+5 القاضي بوقف إطلاق النار والذي تم توقيعه في 2020.
تفاصيل المسار الذي نقل المرتزقة تتكشف يوما بعد الآخر، وتظهر حجم المؤامرات الخارجية وتحالفات الخيانة من أبناء الوطن الذي مزقته الحروب وفرقت بين أبنائه النزاعات السياسية والسيطرة على إيرادات النفط والاستحواذ على الثروات.
بالأمس كشف أحد المرتزقة السوريين، عن كيفية جلبهم من مدينة حلب إلى مدينة عنتيبة التركية والتي تبعد عن سوريا حوالي 96 كيلومترا فقط لينقلهم الطيران التركي العسكري إلى اسطنبول تحضيرا لسفرهم لمطار معيتيقة عبر شركات طيران مدنية ورحلات غير مدرجة.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية “آي إف بي”، تعود ملكية شركات الطيران إلى المدعو “عبدالحكيم بلحاج”.
غير أنه بعد وصولهم إلى مطار معيتيقة يتم استقبالهم من قبل “قيادات عسكرية” تتبع حكومة فائز السراج ليقسموا عبر مجموعات مصنفة إلى عناصر قادرة على الاقتحام، وأخرى يتم الزج بها في ميادين القتال.
ومابين المرتزقة والمليشيات تعيش ليبيا فوضى أمنية كبيرة لن تنجو منها إلا بعناية ألهية..
قال مرتزق سوري إنه علم من أحد أصدقائه عن موضوع القتال في ليبيا وتخصيص بلدة حور كمركز انطلاق.
وأضاف خلال تسجيلات متلفزة حصلت عليها فضائية “العربية الحدث” أمس الثلاثاء أن رحلته بدأت من حور إلى مدينة عينتاب ثم إسطنبول قبل التوجه مباشرة إلى ليبيا.
وأردف أنه بعد وصوله البلاد تولي قيادته ضباط سوريين، وتم منحهم أيام قليلة للراحة قبل الزج بهم في عمليات اقتحام.
وأكد أنه قاتل في عدة مناطق مثل وادي الربيع وصلاح الدين والمطار، وأن من أشرف عليهم المدعو “فهيم عيسى” من مرتزقة “السلطان مراد”.
وأشار إلى أنه تلقى راتبا شهريا 2000 دولار وتم تأمين كافة المسلتزمات من مأكل ومشرب.
واستكمل أن ضباط سوريين استقبلوه لدى وصوله إلى ليبيا، وأنه اشترك في القتال إلى جانب حكومة الوفاق.
ولفت إلى أنه استمر في القتال بليبيا نحو 4 أشهر، واصفا المعارك بالصعبة للغاية خاصة مع عدم معرفة جغرافية المكان، فضلا عن كونه غريبا في أرض مجهولة ولا يعرف السكان.
وأوضح أنه شارك في أحد الاقتحامات التي كانت في منطقة وادي الربيع، وكانوا يدخلون القتال بمجموعات تضم كل واحدة 7 من المرتزقة.
وأنه بمعاونة أصدقائه من المرتزقة استطاعوا السيطرة على المواقع الأولى، وكانوا بانتظار مؤازرة المجموعات الأخرى لكنها تأخرت أكثر من 3 ساعات.
ما تسبب في تعرضهم لقصف عنيف بالهاون قبل وصول المجموعة المساندة، ما اضطرهم للانسحاب بسبب حجم القصف الذي تعرضوا له.
ولفت إلى وقوع إصابات وقتلى بين صفوفهم، مع صعوبة إخراجهم من أرض المعركة، كما أصيبت المركبة العسكرية التابعة لهم وقتل وجرح كل من كانوا بها.
ووصف محاولاتهم لاقتحام مطار طرابلس بالعصبة للغاية، فقد حاولوا اقتحامه أكثر من 5 مرات قبل السيطرة عليه.
وقدر عدد المرتزقة السوريين بالآلاف، مؤكدا أنهم يزيدوا عن الـ10 آلاف عنصر موزعين على عدة مناطق في المدن الليبية.
وذكر أنهم ينتمون لفصائل عدة مثل الحمزات والسلطان مرادوالعمشات والـ113 وغيرها.
وأوضح أن بعضهم لم يتقاضي مستحقاته؛ لأن الأمر يتعلق لمزاجية قائد الفصيل، في حين حُرم البعض من هذه الأموال بسبب الانسحاب من المعارك.