حالة من التخبط والجدل السياسي تشهدها الساحة الليبية، ويتعقد المشهد حيث تتعدد الأطراف الفاعلة بين معسكري الشرق والغرب والدول الداعمة لكل منهما.
فبعد سنوات من الصراع والانقسام، لا تزال البلاد تبحث عن مخرج من أزمتها وسط مخاوف من عودة الصراع المسلح، فضلا عن دعاوى الانفصال التي بدأت تظهر بوضوح أمام فوضى القرارات وتضارب المصالح.
وفي خلفية المشهد يقف ميراث 14 عاما عجافا من الإجراءات التي حملت البلاد ما لا تطيقه بدأت بأحداث فوضى عارمة ضربت البلاد ومرت بمؤتمر وطني سيطر عليه الإخوان المسلمين أعقبه حالة من الانسداد انتهت باتفاق سياسي وقعته بعض الأطراف في مدينة الصخيرات المغربية فيما رفضه مجلس النواب، لتتسع بعدها دائرة الانقسام الذي يعززه انشغال العالم بقضايا دولية وإقليمية كثيرة.
أكد علي سعيد البرغثي أستاذ العلاقات الدولية، أن الاتفاق السياسي ولد في بيئة تم فيها انتخاب لمجلس النواب في غياب رؤية الوطن.
وأشار البرغثي في تصريحات متلفزة عبر برنامج “الوجهة” المذاع على فضائية “ليبيا الأحرار أمس الخميس، أن شرعية الاتفاق السياسي تأتي من 4 عوامل أبرزها الأطراف الدولية.
واعتبر أن الأجسام الموجودة حاليا على الساحة السياسية، فاقدة للشرعية ويجب إلا يستمر الوضع هكذا.
وتساءل عن حرص المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة الليبية التي تتعقد يوما بعد الآخر، رغم أن التدخلات الدولية هي العنصر الأهم الفاعل في البلاد.
ولفت إلى عدم رغبة أي من الدول سواء الإقليمية أو الغربية في إيجاد حلول توافقية تنهي الأزمة الليبية، مبينا أن هدف هذه الدول مجتمعة هو إدارة الأزمة فقط وليس العمل على حلها.
وشدد على أن الاتفاق السياسي تحول إلى كارثة بعد سنوات من توقيعه؛ لأنه أدخل البلاد في حالة من “الانقسام الناعم”.
وبين الاتفاق السياسي، كبل المسؤولين وغل أيديهم عن اتخاذ أية قرارات سيادية، فضلا عن الانغلاق السياسي الذي خلفه هذا الاتفاق.
وأبرز أن الاتفاق السياسي زاد من حدة التدخلات الأجنبية في ليبيا، فضلا عن التوقف في المسار العسكري والأمني.
وأردف أن هناك بعض العوامل أدت إلى تفريغ العمل السياسي الساعي لإيجاد حل بأنه تم استبدال مشهد “الأزمة” بمشهد “السلطة”.
واستخدم تعبير “الحديقة الخلفية” تعبيرا عن من يديرون السلطة وقت توقيع الصخيرات؛ لأنهم كانوا يروون أشياء مغايرة عن المصلحة الوطنية للبلاد.
ورأى أن الوجود العسكري لبعض الدول المتواجدة في البلاد جاء نتيجة هذا الاتفاق.
واتهم كل الوجوه التي تتصدر المشهد الحالي بأنهم امتداد لدول تمولهم سواء غربية أو إقليمية.