تحركات لأرتال عسكرية تتبع المواطن الأمريكي خليفة حفتر تصنع التواترت في مدينة غدامس على الحدود مع الجارة الغربية الجزائر، في حين يتصاعد غضب الجيران المكتوم، جراء هذه التحشيدات، لاسيما مع ارتفاع حدة الاتهامات من قبل بعض الساسة في الدولة الشقيقة لحفتر بتنفيذ أجندات “تحارب الجزائر”.
وعلى الجانب الرسمي لم يصدر أي تعليق من المسؤولين الجزائريين ردا على تحركات مليشيات حفتر، الأمر الذي فسره محللون عسكريون بالتقليل من أهمية هذه الحركة، مع معرفة تامة بمن يقف ورائها وما هي أهدافه..
وبدوره رصد صلاح القادري الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي، عدم اهتمام الصحف الجزائرية قريبة الصلة بالنظام بتحركات قوات حفتر، في إشارة لأنها لا تمثل أي تهديد.
وأضاف القادري خلال تصريحات متلفزة عبر برنامج “حوارية الليلة” المذاع على فضائية “ليبيا الأحرار” أمس الخميس، أن تحرك حفتر هو بالأساس تحرك لقوات فاغنر التي تسعى للتحرش بالجزائر.
وأردف أن فاغنر تعلم أن الجزائر تقف وراء المذبحة التي تعرضت لها قواتها في مالي؛ ولذلك فهي تريد الأخذ بثأرها من خلال هذه التحركات.
وأكد أن أي تحركات لقوات حفتر لن تتعدى التراب الليبي؛ لأنه لا يريد لنفسه إثارة أزمة دبلوماسية مع الجزائر، لأن الجارة ممكن أن ترد بضربة عسكرية.
وقال إن الجزائر تنظر إلى حفتر باعتباره يفجر البارود في شمال القارة وترى هجومه السابق على طرابلس تهديد خطير تتأذى منه على مستوى أمنها القومي.
وأوضح أن الجزائر تعتبر حفتر لديه مشروع الوصول للحكم، وأنه إن وصل لحكم ليبيا ستكون هناك صراعات مسلحة ما يؤثر على الأمن القومي الجزائري.
واستعرضت مليشيات حفتر أمس، اصطفافا عسكريا أثناء توجهها إلى الحدود الجنوبية بحجة تأمينها لكن الخطة تستهدف تمكين مرتزقة فاغنر الروس، لترد عليها غالبية التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية بإعلان النفير العام.
وبعد الانتقاد الواسع الذي صاحب تحركات مليشيات حفتر، سارعت رئاسة أركان قوات البرية إلى إصدار بيان مرئي للتعتيم على السبب الحقيقي لتحشيداتها العسكرية في المنطقة الجنوبية.
وزعم البيان أن التحشيدات العسكرية تهدف لتأمين الحدود مناطق الجنوب الغربي لليبيا، وبالتحديد مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ، متحججا بالوضع في دول الجوار التي تشهد توترا أمنيا ملحوظا ومخافة نشاط الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر.
كما شن البيان هجوما على منتقدي تحركات مليشيات حفتر في الجنوب، متهما إياهم بالابتزاز السياسي الرخيص للحصول على الدعم وفتح باب الفساد؛ بهدف التغطية على الأسباب الحقيقية للتحشيدات.