كشف المحلل الاقتصادي وحيد الجبو عن تدهور مستمر في الاقتصاد الليبي منذ عام 2011 وسقوط نظام القائد الشهيد معمر القذافي.
وقال في تصريحات لتلفزيون “المسار”، إن ليبيا دخلت في “نفق اقتصادي مظلم” منذ ذلك الحين، مشيرًا لانخفاض صادرات النفط من أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا إلى أقل من 200 ألف برميل.
وأشار الجبو إلى أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير في عام 2014 مع اندلاع الحرب الأهلية وتوقف إنتاج النفط.
وانتقد الحكومات المتعاقبة منذ 2011، مؤكدًا أنها جميعًا تعاني من نفس المشاكل المتمثلة في الفساد الإداري والمالي والتشبث بالسلطة.
وشدد على ضرورة معالجة الأزمة من خلال حل سياسي، معتبرًا أن الخلافات الحالية بين مصرف ليبيا المركزي وحكومة الدبيبة ليست السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية، موضحًا أن العلاقات بين الأطراف السياسية تتغير وفقًا للمصالح.
ولفت بالتأكيد على أن السياسة النقدية السيئة لمصرف ليبيا المركزي تعد سببًا رئيسيًا للأزمات الاقتصادية، مشيرًا إلى أزمة شح السيولة كأحد أبرز نتائج هذه السياسات.
واختتم تحليليه بأن الظروف بين الكبير والدبيبة أو الكبير وأي جهة أخرى تتغير حسب المصالح، فعدو الأمس يمكن أن يصبح صديق اليوم.
وفي سياق متصل، كشف وزير النفط والغاز بحكومة الدبيبة محمد عون، حقائق صادمة حول إنتاج النفط الخام في البلاد خلال عامي 2023 و2024.
وأكد عون، أن متوسط إنتاج النفط لم يتجاوز مليونا و200 ألف برميل يومياً في أي وقت خلال العامين الماضي والحالي، مما يضع علامات استفهام حول التصريحات السابقة للمسئولين في القطاع النفطي.
واعتقد عون، أنه جرى جمع إنتاج كميات الغاز السائل وتم ضمه إلى النفط الخام “برميل مكافئ” لكي يصل إلى مليون ونصف.
وأشار عون إلى أنه لا يمكن أن يصل إنتاج ليبيا من النفط الخام إلى 1,5 مليون برميل يوميا حتي في نهاية عام 2025، متهمًا بعض المسئولين بمحاولة التغطية على أخطائهم، خاصة بعد إعلانهم السابق عن إمكانية الوصول إلى إنتاج يومي قدره مليون و500 ألف برميل.
وفي تحذير صريح، أكد وزير النفط، أن المؤسسة الوطنية للنفط لن تتمكن من الوصول إلى الأرقام المستهدفة في ظل استمرار الآليات الحالية للعمل.
وشدد على أن أحد المشاكل التي يواجهها مع المؤسسة الوطنية للنفط والحكومة هي تضخيم المصروفات، وعدم وجود حوكمة رشيدة في إدارة الشركات والمؤسسة.
وكان رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة قال في الـ 10 يونيو الحالي، إن إنتاج ليبيا من النفط وصل إلى مليون ونصف مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن حكومته تعمل على أن يصل هذا الرقم في المستقبل إلى مليوني برميل.
