كشف موقع “ذا هيل” الأمريكي عن استراتيجيه روسية تستهدف استغلال ليبيا كنقطة انطلاق للسيطرة على القارة الأفريقية وتهديد المصالح الغربية.

وفقًا للتقرير الذي نشره موقع “ليبيا برس”، تسعى روسيا لحصار أورباء ولإحياء تكتيكات الحرب العالمية الثانية 1942، مستغلة الوضع المضطرب في ليبيا لتحقيق أهداف جيوسياسية واسعة النطاق.

يشير التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدف إلى إنشاء قاعدة بحرية جديدة في طبرق، شرق ليبيا، لتشكل تهديدًا مستقبليًا للأسطول السادس الأمريكي المتمركز في نابولي.

كما يسعى لتأمين شرق ليبيا كمركز لوجستي رئيسي ونقطة انطلاق للمجموعات شبه العسكرية الروسية في أفريقيا.

ولفت التقرير الانتباه إلى دور المواطن الأمريكي خليفة حفتر، الذي يسيطر مع أبنائه الـ6 ومليشياته على شرق ليبيا والذى دام لمدة 11 عاما إلى انتشار “الفساد والموت والدمار في تسهيل الوجود الروسي،  فبعد لقائه مع بوتين في موسكو سبتمبر الماضي، يساعد حفتر في جلب القوات الروسية المرتزقة إلى ليبيا وتعزيز سلطته.

يكشف التقرير عن إعادة تسمية مجموعة فاغنر الروسية إلى “الفيلق الإفريقي” تحت سيطرة الكرملين المباشرة.

ويستخدم بوتين هذا الفيلق لإثارة الانقلابات وإسقاط الديمقراطيات ودعم الديكتاتوريين في أفريقيا، بهدف السيطرة على الموارد الطبيعية  وسرقة الذهب وتجنيد مقاتلين لتمويل حربه في أوكرانيا.

ويحذر التقرير من توسع النفوذ الروسي في دول أفريقية أخرى مثل السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو ومالي والنيجر، مشيرًا إلى وصول 1800 مرتزق روسي إضافي إلى ليبيا مؤخرًا.

كما يسلط الضوء على التعاون الروسي الصيني في أفريقيا، محذرًا من إمكانية تهديد خطوط الشحن الدولية وقناة السويس مستقبلاً.

ولفت إلى أن روسيا تعرض على الحكومات في أفريقيا “حزمة بقاء النظام” في مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأعلن عن وصل 1800 مرتزق روسي آخر إلى ليبيا نصفهم موجود بالفعل في النيجر ويحتلون القاعدة الجوية 101 المهجورة مؤخرًا في نيامي.

وأوضح أن بوتين يزحف في أفريقيا، وواشنطن تتهرب من الدفاع عن الحرية، من خلال التخلي عن النيجر أمام انقلاب عسكري مدعوم من روسيا، كما أن فرنسا تفعل نفس الشيء، وتتخلى عن قواتها العسكرية ومساعداتها الاقتصادية في المنطقة.

ولفت إلى بوتين يجد نفسه بلا منازع ونيجيريا الغنية بالنفط محاطة بالديكتاتوريين المدعومين من روسيا ومرتزقة فاغنر.

وأوضح التقرير، أن كل هذا جزء من خطة روسية طويلة المدى لإخضاع القارة الأفريقية وتقسيمها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، من خلال توسيع ميناء موسكو السوري في طرطوس وبناء موانئ بحرية روسية جديدة في طبرق وفي السودان المتاخمة للبحر الأحمر، يعمل بوتين على تهديد شرايين الحياة البحرية الرئيسية في الغرب.

وتوقع التقرير أن يؤدي فيلق بوتين المستقبلي، إلى إغلاق قناة السويس، وتعطيل خطوط الشحن في المحيط الهندي، بل وحتى تهديد جنوب المحيط الأطلسي.

ولفت التقرير إلى أن بكين تقوم أيضًا ببناء بصمتها العسكرية الخاصة في إفريقيا، حيث تقوم بتوسيع قاعدتها الأجنبية الأولى على الإطلاق في جيبوتي.

ويختتم التقرير بدعوة واشنطن لوضع خطة جديدة لمواجهة النفوذ الروسي المتزايد في أفريقيا ومنافسة الاستثمارات الصينية في المنطقة.

Shares: