تواصل روسيا جهودها لترسيخ وجودها العسكري في أفريقيا، من خلال “الفيلق الأفريقي” لتعزيز نفوذها في القارة السمراء، بُغية الهيمنة والسيطرة على قطاع الطاقة من غاز ونفط، بالإضافة إلى قطاع التعدين.
روسيا عززت وجودها في ليبيا بما يقرب من 1800 من المجندين الجدد
معهد دراسات الحرب الأمريكي، كشف أن روسيا عززت وجودها في ليبيا بما يقرب من 1800 من المجندين الجدد في الفيلق الأفريقي وآلاف الأطنان من المعدات العسكرية منذ مارس الماضي.
وقال المعهد في تقرير له نشره موقع “ليبيا الأحرار” إن ذلك مرتبط بالجهود الروسية لاستخدام ليبيا كنقطة انطلاق لتعزيز انتشارها العسكري في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتأمين قاعدة بحرية على الساحل الليبي، وفق تعبيره.
وجود قاعدة بحرية روسية في ليبيا
وأضاف أن وجود قاعدة بحرية روسية في ليبيا من شأنه أن يهدد أوروبا والجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي من خلال المساعدة في دعم النشاط الروسي في البحر الأبيض المتوسط.
ولفت إلى أن تمركز قوة روسية دائمة قادرة أيضا على تهديد البنية التحتية الحيوية لحلف شمال الأطلسي بضربات صاروخية طويلة المدى من البحر.
وبدأت روسيا تشكيل هذا الفيلق كمجموعة عسكرية رسمية مطلع يناير 2024، واختارت ليبيا مقرًا له وأنشئت قاعدة بحرية روسية في مدينة طبرق.
ونظرًا لعلاقات بوتين مع المواطن الأمريكي خليفة حفتر، إضافة إلى نشاط فاغنر السابق في مدينة سرت التي تبعد 450 كم شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وتسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة السمراء، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي، وذلك من خلال تدشين فيلق أفريقيا.
فيلق أفريقيا
وكشف عن «فيلق أفريقيا» العسكري الروسي، مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.