قالت مديرة الكونجرس الأمريكي الإسلامي زينب السويج، إن الأوضاع في ليبيا تعود الآن إلى نفس الدائرة مرة أخرى وهي التدخلات الخارجية التي لديها تأثيرات كثيرة على استقرار البلاد.
وأضافت السويج أن هذه التدخلات لم تعد خارجية فقط، فهناك الدول المجاورة التي تجمع ليبيا فيها لغة وحضارة مشتركة ولكن لديها مصالح تريد أن تأخذها بعين الاعتبار وتريد الوصول إليها.
وأكدت أن ليبيا تعاني الآن بشكل كبير من عدم وجود القيادة المركزية الموحدة التي تستطيع أن تنهض بالبلاد وتأخذه إلى المرحلة القادمة من الحرية والاستقرار والعيش الكريم للمواطن.
وفي ذات السياق، أكد تقرير تحليلي نشره “المركز العربي واشنطن دي سي” بالولايات المتحدة أن التدخلات الأجنبية في شأن ليبيا صعبت على الليبيين إيجاد حل حقيقي لأزمتهم ما يعني إن إيجاد حكومة موحدة جديدة سيخضعها لمزيد من التدقيق ومواجهة ضغوط سياسية لحملها على ترك الأراضي الليبية فوجودها يديم الانقسامات السياسية في البلاد.
وأضاف أن المصالح السياسية والاقتصادية الراسخة للفصيلين المتناحرين ودعم القوى الخارجية عوامل تجعل فرص النجاح ضئيلة للغاية في وقت تواجه فيه ليبيا تحديات متزايدة من بينها تبعات فياضنات درنة وارتفاع معدلات الفقر.
وأشار التقرير إلى أن البلاد تعاني أيضًا من أنشطة الميليشيات المسلحة التي تشمل الابتزاز الاقتصادي غير المشروع والاتجار بالبشر عبر استغلال المهاجرين غير الشرعيين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا، مشيرًا لعدم إمكانية تطبيق تعهد تشكيل الحكومة الموحدة الجديدة على أرض الواقع.
ونقل التقرير عن المصالح الراسخة المحللة السياسية علياء الإبراهيمي قولها: “كما يمكن تفسير المأزق السياسي في ليبيا على أنه نتيجة لصفقة ضمنية بين النخب لإطالة أمد بقائها في السلطة فكلا المجموعتين من السياسيين تريد ضمان استمرار الوصول إلى موارد الدولة المشروعة وغير المشروعة”.
ولكن شدد التقرير على وجوب دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة والانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا، لذلك فهي لا تظهر الآن الاهتمام الكافي للمساعدة في إخراج ليبيا من مستنقعها الحالي، مؤكدًا وجوب إقناع دول المجتمع الدولي بعدم إفساد ليبيا ليتمكن الليبيون من حل خلافاتهم الخاصة.