تعكس الزيارات المتتالية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقارة الأفريقية، حيث وصل إلى الكونغو اليوم الاثنين، في زيارة رسمية تستغرق يومين، محاولة للسيطرة على مفاصل القارة وخاصة ليبيا، وانتشار الفيلق الأفريقي.

لقاءات ثنائية مع نظيره الكونغولي

لافروف ستكون له لقاءات ثنائية مع نظيره الكونغولي جون كلود غاكوسكو الذي تعمل بلاده منذ عشر سنوات على التوصل إلى اتفاقات بين الأطراف في ليبيا من خلال رئاسة الكونغو للهيئة الأفريقية العليا للاتحاد الأفريقي.

وأكد تقرير نشر في “مونت كارلو”، أنه إذا كانت الأزمة الروسية الأوكرانية، التي لم تخف الكونغو حيادها فيها أبدا، في قلب المحادثات قبل عامين، خلال زيارته الأولى للكونغو برازافيل، فمن المنتظر هذه المرة أن تكون الأزمة الليبية في قلب أجندة سيرغي لافروف.

رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي

وسيحاول الزعيم الكونغولي، دينيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي الرفيعة المستوى المعنية بالأزمة في ليبيا، التوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواصلة التدخل لحل هذه القضية الشائكة. حسبما نشر موقع “الوسط الليبي”.

وبعد زيارة الكونغو، من المتوقع أن يصل سيرغي لافروف إلى نجامينا، تشاد الأربعاء، حيث يتعين عليه أن يلتقي بشكل خاص بالرئيس محمد إدريس ديبي، المنتخب والمنصب حديثا.

وزار وزير الخارجية بحكومة الكونغو برازافيل بنغازي الشهر الماضي، والتقى المواطن الأمريكي خليفة حفتر، في مكتبه بمنطقة الرجمة، كما بحث مع وزير الخارجية المفوض بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، عبد الهادي الحويج، سبل إنعاش وإحياء مسار المصالحة الوطنية الشاملة.

مسار المصالحة الوطنية في ليبيا

وصرح وزير خارجية الكونغو برازافيل جان كلود جاكوسو، بأن مسار المصالحة الوطنية في ليبيا مسار طويل، ويقتضي العفو والتسامح والتواضع للوصول ليبيا موحدة.

لافروف أجندته متعددة الأوجه، بداية من ليبيا، إلى الأزمة في السودان، ومرورا بالتعاون العسكري والاستراتيجي، خصوصا وان تشاد تعتبر آخر حلفاء فرنسا التي خسرت تواجدها التاريخي في دول الساحل الذين اتجهوا منذ فترة إلى المحور الروسي الصيني.

روسيا التي لم تعد تخفي تواجدها الفاعل في ليبيا منذ 2019من خلال وحدات شبه عسكرية (فاغنر سابقا)، يعتقد أن تعدادها يراوح 1800 ومنتشرة في جميع أنحاء ليبيا.

تحويل ليبيا إلى منصة لتوزيع و نقل المعدات العسكرية

والخطة الخاصة بها تتمحور على تحويل ليبيا إلى منصة لتوزيع و نقل المعدات العسكرية من طبرق إلى الجفرة ومنها إلى مسارح إقليمية أخرى كالسودان والنيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تدين بالولاء إلى الكرملين.

وتسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة السمراء، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي، وذلك من خلال تدشين فيلق أفريقيا.

وكشف عن «فيلق أفريقيا» العسكري الروسي، مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.

اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق

ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.

Shares: