شن المحلل السياسي فرج بو العشة هجوماً لاذعاً على الإحاطة التي قدمتها المبعوثة الأممية لدى ليبيا حنا تيتيه، مؤكداً خلال تصريحاته لفضائية ليبيا الأحرار أن ما ورد في الإحاطة لا يعدو كونه تكراراً لخطابات سابقة ومستهلكة لم تتغير منذ توقيع اتفاق الصخيرات وحتى الآن.
ووصف بو العشة هذه الإحاطات بالكلام الفارغ الذي يفتقد لأي معنى حقيقي أو تأثير ملموس، معتبراً أن البعثة الأممية تتحرك بعقلية الموظفين الذين يحرصون على تقاضي رواتبهم دون تقديم حلول واقعية تنهي الأزمة المعقدة.
وأوضح بو العشة أن هذه التقارير الدولية تتجاهل تماماً حقيقة الأوضاع على الأرض، مشدداً على أن الفضل في بقاء ليبيا كياناً واحداً حتى اليوم يعود حصراً إلى قوة وتماسك النسيج الاجتماعي الليبي الذي منع انهيار الدولة وتفتتها منذ سنوات، بعيداً عن أي دور فاعل للمجتمع الدولي الذي يكتفي بالمراقبة والوصف.
وفي سياق رؤيته للحل، أعرب بو العشة عن تأييده الصريح للمطالب التي رفعتها مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة فرض جزاءات وعقوبات صارمة على معرقلي المسار السياسي، وخص بالذكر من وصفهم بالعصابات المتحكمة في القرار السياسي والأمني في البلاد.
كما طالب بضرورة ألا تقتصر هذه العقوبات على الأدوات المحلية فحسب، بل يجب أن تتوسع لتشمل الدول التي تحرك الأطراف الليبية وتدير المشهد من خلف الستار، لضمان وقف التدخلات الخارجية التي تمنع الوصول إلى استقرار دائم.
واتهمت المبعوثة الأممية لدى ليبيا حنا تيتيه، أصحابَ المصلحة السياسيين الرئيسيين في هذا البلد بـ”التقاعس” عن تنفيذ موجبات العملية السياسية المحددة من المنظمة الدولية.
وأشارت تيتيه خلال تقديم إحاطتها، أمس، أمام أعضاء مجلس الأمن، إلى أنَّ الجهود مع الجهات الليبية المعنية بخصوص تنفيذ «خريطة الطريق» تمثل «تحدياً كبيراً»، لا سيما لجهة إعادة تشكيل الهيئة الوطنية العليا للانتخابات، والنظر في التعديلات المقترحة على الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات.


