علق الخبير العسكري، اللواء عادل عبد الكافي، على ما شهدته مدينة الزاوية في ليبيا من تجدد للاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المتنافسة على النفوذ.
وقال عبد الكافي إن مدينة الزاوية ظلت على مدار الأشهر الماضية مسرحًا لعمليات الطيران المُسير التابع لحكومة الدبيبة لملاحقة عناصر الجريمة المنظمة.
وأضاف في تصريح نقلته “إرم نيوز”، أن هناك شبكة ممتدة على الأراضي الليبية لعصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بشبكات دولية في مالطا وإسبانيا ودول أخرى.
وأوضح أن هناك صراعات على مناطق نفوذ وممرات تهريب بين الحين والآخر سواء للمهاجرين أم الوقود، وهذا لا يقتصر على مدينة الزاوية بل يشمل مناطق أخرى في غرب البلاد، حيث ما زالت هناك عناصر تعمل لصالح شبكات للجريمة المنظمة.
وشدد الخبير على أن ليبيا تعاني من انفلات أمني شديد وتدفق للسلاح، وما يحدث في الزاوية يعكس صراع نفوذ بين الجماعات المسلحة التي تحاول بسط سيطرتها على الممرات الحيوية لتوفير طرق آمنة للتهريب والهجرة غير النظامية وبعض المواد المخدّرة.
وأشار إلى أن حكومة الدبيبة تسعى للقيام بعمليات بالطيران المسير وإرسال قوات عسكرية للحدّ من انتشار هذه المجموعات.
وشهدت مدينة الزاوية تجددًا للاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المتنافسة على النفوذ، خلفت 4 قتلى.
وأفاد مصدر أمني ليبي مطلع لـ”إرم نيوز” بسماع دويّ إطلاق نار كثيف في المدينة، مشيرًا إلى إغلاق طرق بسواتر ترابية، فيما أشعل مسلحون النار في إطارات السيارات لإغلاق كوبري الخضرة في المدينة.
وذكر المصدر أنّ حالة من الرعب خيمت على السكان، خاصة أن اشتباكات اندلعت قبل أيام أدت إلى مقتل طفل ومسلحين آخرين.
يذكر أن صحيفة “الشرق الأوسط” سلطت الضوء على الاشتباكات المسلحة التي شهدها مدينة الزاوية الأسبوع الماضي، وخلفت قتلى وجرحى.
ووقعت هذه الاشتباكات، التي تُعد الأحدث في المدينة التي تعاني من تغول الميليشيات، بين الكتيبة 103 مشاة، المعروفة بكتيبة السلعة بإمرة عثمان اللهب، وتشكيل آخر تابع لقوة تسمى الإسناد الأولى – الزاوية، بقيادة محمد بحرون الفار.
وأدى التصادم بين هذه المليشيات إلى نشر حالة من الذعر بين المواطنين، الأمر الذي اضطر جهاز الإسعاف والطوارئ إلى تحذير المسافرين عبر الطريق الساحلي – الزاوية، من الإشارة الضوئية – أولاد صقر وحتى بوابة الحرشة، بضرورة اللجوء إلى طرق بديلة، بعد إغلاقه بسبب التوتر الأمني.
ومع بداية القصف، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ عن إصابة مواطن مدني إثر سقوط مقذوف بالقرب منه على الطريق الساحلي، لكن مع هدوء الأوضاع نقلت مصادر طبية مقتل مواطنين في المواجهات، إضافة إلى إصابة آخرين؛ في حلقة جديدة من الصراع على توسيع النفوذ والسيطرة.


