أكد تقرير جريدة النهار اللبنانية أن واشنطن باتت تستعجل إنجاز ملف توحيد الجيش الليبي، معتبرة أن مستقبل ليبيا الأمني والسياسي لا يمكن أن يقوم في ظل تعدد التشكيلات المسلحة.

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة منحت الملف الأمني أولوية مطلقة، وأن التعاون بين القوى المتقاتلة في شرق البلاد وغربها لم يعد خياراً تفاوضياً بل مساراً مفروضاً تمهيداً لإعادة الهيكلة الشاملة للمؤسسة العسكرية.

النهار اللبنانية أشارت إلى أن الزيارة الثانية خلال أقل من شهرين لقائد عسكري أميركي رفيع إلى ليبيا حملت رسائل واضحة، خاصة قبل المناورة المشتركة المرتقبة “فلينتلوك 26” التي ستُجرى للمرة الأولى بمشاركة قوات من شطري البلاد في مدينة سرت خلال أبريل المقبل.

واعتبر التقرير أن إشراك قوات ليبية في مناورات أميركية يمثل خطوة مفصلية على طريق التوحيد العسكري.

وأضافت الصحيفة أن واشنطن ترى أن نجاحها في الملف الأمني سينعكس مباشرة على الوضعين السياسي والاقتصادي المتعثرين في ليبيا، بعدما كانت الأولوية في السنوات الماضية لحلحلة التعقيدات السياسية.

كما لفتت النهار إلى أن زيارات قائد “أفريكوم” الجنرال داغفين أندرسون ونائبه جون برينان اقتصرت على المسؤولين الرسميين، سواء في طرابلس أو بنغازي، متجنبة لقاء القيادات المحسوبة على المجموعات المسلحة، في إشارة رمزية تعبّر عن رغبة أميركية في إنهاء وجود القوى الخارجة عن إطار الدولة.

وأوضحت الصحيفة أن المقاربة الأميركية بدت أكثر وضوحاً في تصريحات أندرسون الذي شدد على دعم بلاده توحيد الجيش وتعزيز السيادة الليبية، مقابل تركيز الجانب الليبي على قضايا التدريب ومكافحة الهجرة والإرهاب دون التطرق مباشرة إلى ملف التوحيد.

ورأت النهار أن هذا التباين يعكس أولويات واشنطن التي انتقلت من التواصل الدبلوماسي إلى التنسيق العسكري المباشر.

Shares: