رئيس لجنة الشؤون السياسية بمجلس الدولة الاستشاري، محمد معزب، علق على تصريح حكومة أسامة حماد، المشكلة من قبل برلمان طبرق، بشأن لجوئها إلى الحكم الذاتي، في ردها على تشكيل الدبيبة والمنفي وتكالة لما يسمى بالهيئة العليا للرئاسات.
وقال رئيس لجنة الشؤون السياسية بمجلس الدولة الاستشاري، إن حكومة حماد لم تتحصل، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على تأسيسها، على اعتراف أممي أو دولي.
وأضاف معزب في تصريحات نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط”، أن عدم الاعتراف الدولي بحد ذاته يضعف من قيمة الطرح برمته، ويظهر كمناورة لتشكيل حشد محلي ودولي ضد هيئة الرئاسات.
وأوضح أن تقارب أنقرة مع خليفة حفتر لا يعني إمكانية دعمها لخيار الحكم الذاتي كما يردد البعض، لافتاً إلى أن تركيا توازن علاقاتها مع الشرق والغرب الليبيين وفق مصالحها.
ودافع معزب عن تأسيس هيئة الرئاسات، عادا أنها تهدف للتنسيق وبلورة سياسات مشتركة، وتفادي أي تضارب في القرارات بالمنطقة الغربية، خصوصا ما يتعلق بتعيينات المؤسستين العسكرية والأمنية، لكنه يرى أن توقيت الإعلان عن تدشينها ربما لا ينفصل عن محاولة السلطات في الغرب الليبي استباق أي خطوة تصعيدية من قبل حفتر.
وتباينت آراء سياسيين ليبين بشأن تلويح رئيس الحكومة المكلّفة من البرلمان، أسامة حمّاد، باللجوء إلى الحكم الذاتي.
وجاء التصعيد الأخير ردا على إعلان تأسيس الهيئة العليا للرئاسات في طرابلس، التي وصفها مؤسسوها بأنها السلطة السيادية العليا، بينما عدّتها حكومة حمّاد كيانا منعدما دستوريا وقانونيا، وتهديدا لوحدة الدولة وتجاوزا لصلاحيات البرلمان.
وأثارت خطوة حماد تساؤلات حول إمكانية تحوّل التلويح من مجرد خطاب احتجاجي إلى ورقة ضغط، تحمل حسابات معقّدة، إضافة إلى تساؤلات حول مدى انسجامها مع ما يسمى الحراك الشعبي الذي يدعو إليه خليفة حفتر في الشرق.
ورحّبت شخصيات محسوبة على حكومة حمّاد بالتطرق لخيار الحكم الذاتي، وفي مقدمتهم رئيس المؤسسة الليبية للإعلام المكلّفة من البرلمان، محمد بعيو، الذي وصفه في إدراج له بأنه الكأس المرّة، لكن ذلك أهون من استمرار الفوضى بالوضع الراهن.
وفي المقابل، قلّلت أصوات سياسية في المنطقة الغربية من أهمية التلويح، رغم كونه سابقة أولى، مشيرة إلى افتقاره لأي دعم إقليمي ودولي.
وتشهد ليبيا ازدواجية في السلطة بين حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وبين حكومة حمّاد التي تحظى بدعم مليشيات حفتر.


