أثار قرار إنشاء هيئة الرئاسات الثلاثة جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الليبية، حيث وصفها الباحث في الشأن السياسي، أبو بكر القطراني، بأنها غير دستورية، مؤكداً أن سلطتها الفعلية لن تتجاوز حدود إقليم طرابلس.
وفي تصريحات تلفزيونية لفضائية “الحدث السعودية”، قدم القطراني تحليلاً نقدياً للقرار والوضع السياسي الراهن، حيث أكد أن قرار إنشاء هيئة الرئاسات الثلاثة هو قرار غير دستوري ويمثل “قفزة في الهواء” من الناحية القانونية والسياسية.
وأوضح أن الهيئة ستكون مقيدة جغرافياً، حيث ستقتصر سلطاتها على ممارسة مهامها في إقليم طرابلس فقط، ولن يكون لها أي سلطة أو شرعية على إقليم برقة، نظراً لكونها “غير معترف بها وغير مشرعنة من البرلمان.
وبرر الباحث تلويح حكومة أسامة حماد بطلب الحكم الذاتي بأنه ورقة ضغط الهدف منها دفع الأطراف الأخرى نحو إجراء الانتخابات الرئاسية.
ورأى القطراني أن الحكم الذاتي في ليبيا هو في الأصل “أمر واقع” لا يحتاج إلى إعادة صياغة أو قرار جديد لإقراره.
وذكّر بأن ليبيا اتحدت في خمسينات القرن الماضي، وكانت البلاد تاريخياً تحكم من عاصمتين هما: طرابلس وبنغازي.
وطالب القطراني بضرورة تطبيق النظام الفيدرالي كحل للأزمة، معتبراً أنه يضمن تقسيم السلطة على جميع أطياف ومكونات الشعب الليبي، كما اعتبر أن حكم الدولة الليبية من طرابلس بشكل مركزي هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى حالة انفصال الدولة وعدم استقرارها.
وكشف المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، وعبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، عن تأسيس «الهيئة العليا للرئاسات»، بوصفها إطاراً تنسيقياً يشكّل السلطة السيادية العليا.
وفي المقابل رفض أسامة حمّاد، رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق ليبيا، تشكيل هذه الهيئة، وعدّها عملاً منعدماً دستورياً وقانونياً.


