قالت وكالة سبوتنيك الروسية إن حكومة شرق ليبيا أعلنت رفضها لإنشاء المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة ومجلس الدولة الاستشاري ما يسمى بـ”الهيئة العليا للرئاسات“، مهددة بأن خيار المطالبة بالحكم الذاتي سيكون مطروحا.
وأضافت الوكالة أن حكومة أسامة حماد، المكلفة من مجلس النواب، ترى إنشاء ما يسمى العليا للرئاسات عمل منعدم دستوريا وقانونيا، ولا يملك أي من هذه الأجسام سلطة إصداره أو الاتفاق عليه، داعية إلى الإسراع في إنجاز الانتخابات الرئاسية.
وقال المحلل السياسي المختص بالشأن الليبي، عبد الستار حتيتة، إن هذا الكيان تم تقديمه كإطار تنسيقي لتوحيد القرارات السياسية والاقتصادية والأمنية، لكن الواقع يُظهر أنه رد دفاعي سريع على تحركات خليفة حفتر في الشرق، الذي ينظر إليه كتهديد مباشر للنفوذ الغربي.
وأضاف حتيتة في تصريحات نقلتها “سبوتنيك” أن الغرب الليبي، خاصة في طرابلس ومصراتة، يشعر أن هذه الهيئة من الرئاسات الثلاث تمثل الفرصة لسحب البساط من تحت أقدام، خليفة حفتر، الذي يقوم حاليا بتعزيز قواته العسكرية عبر تحالفات قبلية تمتد من الشرق إلى الجنوب والغرب.
وأوضح أن هذا الإعلان يعرقل جهود الأمم المتحدة لتوحيد الحكومة وإعداد الانتخابات، لافتا إلى أن ما يعقد المشهد هو التمويل المالي، إذ قد يضم المجلس الجديد جهاز البنك المركزي الليبي، مما يهدد سيطرة الشرق على النفط والإيرادات.
وحول رد الفعل الدولي، قال الكاتب الصحفي وخبير الشؤون العربية، أسامة عجاج، إن هذا الإعلان يمكن أن يعود بالأزمة الليبية إلى نقطة الصفر، رغم الجهود الدؤوبة للدول والمنظمات الدولية، والتقدم الذي رأيناه في المسار الأممي، عبر خارطة الطريق التي وضعتها بعثة الأمم المتحدة.
وأكد عجاج أن حديث رئيس حكومة الشرق المكلفة من البرلمان عن إعلان حكم ذاتي يمثل عودة لنغمة التقسيم إلى 3 أقسام: شرق، وغرب (طرابلس)، وجنوب، مما يثير المخاوف من صدام بين حفتر وقوات الغرب، وربما تعيين قائد عسكري مواز لحفتر.
وأشار عجاج في تصريحات نقلتها “سبوتنيك”، إلى أنه في ظل عدم الاستقرار في السودان وغزة، قد تنزلق ليبيا إلى سيناريوهات خطيرة، وتهدد جيرانها العرب والأفريقيين والأوروبيين.
الخبير اعتبر أن حفتر تحرك بذكاء في الداخل والخارج بعد فشل محاولات توحيد المؤسسات العسكرية في القاهرة، مؤكدا أن المجتمع الدولي لن يدعم هذه التحركات التي تفتقر إلى سند قانوني، وتمثل مجرد تكريس للانقسام، مشيرا إلى أن الانتخابات تبقى الأمل الوحيد، لكن الاتفاق على قواعدها الشرعية ما زال معلقا.
وكان المجلس الرئاسي برئاسة، محمد المنفي، وعبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلس الاستشاري، محمد تكالة، أعلنوا تأسيس الهيئة العليا للرئاسات، كأعلى سلطة سيادية في البلاد، وذلك خلال اجتماع ضم رؤساء الهيئات الثلاث في العاصمة طرابلس.
وفي بيان تأسيس الهيئة قالوا إن هدف الهيئة هو توحيد القرار والمواقف الوطنية، لا سيما في الملفات الاستراتيجية”.


