حذر المحلل السياسي، فيصل الشريف، من وجود مشروع عسكري وسياسي في شرق البلاد، يعمل بشكل ممنهج لإجهاض وإفراغ المؤسسات الموجودة في الغرب الليبي من محتواها، وذلك بهدف إضعافها عبر “خلق حالة من الخلخلة لضربها بشكل ناعم”.
خلال تصريحات تلفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار”، أوضح الشريف أن هذا المشروع العسكري يهدف إلى تفكيك سلطة المؤسسات الغربية تدريجياً.
وقدم مثالاً على هذا المسعى الانقسامي، مشيراً إلى أن مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح قد “عمد إلى تقسيم القضاء” بشكل مباشر، عبر إصدار قرار بإنشاء محكمة دستورية عليا جديدة في مدينة بنغازي.
أكد الشريف أن برلمان عقيلة صالح يعيش حالة من التخبط وعدم الاتساق السياسي، فهو تارة لا يعترف بحكومة الدبيبة ولا المجلس الرئاسي، وتارة أخرى يعترف بالمجلس الأعلى للدولة، مما يزيد من حالة الفوضى المؤسساتية.
وفي مواجهة هذا “العبث”، أشاد الشريف بقرار إنشاء “الهيئة العليا للرئاسات”، معتبراً إياها خطوة ضرورية لـ “الاتحاد” وتوحيد الصف في الغرب الليبي.
وشدد المحلل السياسي على أن أهمية هذه الهيئة تكمن في أنها تمثل “قوة توحد الغرب الليبي” لا يسيطر عليها خليفة حفتر، مما يضمن أن يكون موقف الغرب “قوياً” سياسياً وعسكرياً في المشهد الوطني المعقد.
إلى ذلك، أعلن المجلس الرئاسي، إلى جانب رئيس حكومة الدبيبة ورئيس المجلس الأعلى للدولة، عن تشكيل الهيئة العليا للرئاسات.
وجاء الإعلان خلال اجتماع عُقد في العاصمة طرابلس، جمع بين محمد المنفي، وعبد الحميد الدبيبة، ومحمد تكالة، حيث تقرر أن تضطلع الهيئة الجديدة بدور السلطة السيادية العليا في البلاد.
ووفق بيان صادر عقب الاجتماع، ستعمل الهيئة على تطوير آلية موحدة لصنع القرار الوطني، وتنسيق المواقف الرسمية في القضايا ذات الطابع السياسي والاقتصادي والأمني، مع التأكيد على عدم إحداث أي هياكل إدارية جديدة أو تحميل الدولة أعباء تنظيمية إضافية.


