أكد تقرير منصة “جيوبوليتيكال ديسك” للتحليلات الجيوسياسية أن عبد السلام الزوبي تحول مؤخراً إلى شخصية بارزة في غرب ليبيا، مستفيداً من الفساد والانتهازية المتفشية، وفي ظل تنامي سياسات العنف المستمرة في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن حكومة الدبيبة تعمل حالياً جزئياً كمؤسسة إجرامية، بسبب انتشار الفساد في جميع أركانها، مضيفاً أن هذه الشبكات الإجرامية تعتمد على نظام محسوبية، حيث يستغل قادة الأمن الليبيون الغربيون حلفاءهم في الوكالات الحكومية والشركات العامة، ثم يستخدمون هذه الشبكات لغسل الأموال والتلاعب بالرواتب، والحصول على رشاوى، وتقديم منافع لأفراد عائلاتهم وشركاتهم الخاصة.
وأكد التقرير أن عبد الغني الككلي “غنيوة” كان أحد أقوى قادة هذه الشبكات عبر جهاز دعم الاستقرار، حتى تمكن من تنصيب حلفاء له في مناصب حكومية مهمة لإثراء نفسه وعائلته، مضيفاً أنه بعد قتله، تتنافس الفصائل الأمنية والسياسية المختلفة في غرب ليبيا للسيطرة على هذه المناصب، ما يجعل النظام غير مستقر ويزيد احتمالية انقلاب الحلفاء السابقين على بعضهم البعض.
وأشار التقرير إلى أن عملية قتل غنيوة لم تكن كما ادعى الدبيبة لتعزيز سيطرة الدولة، بل كانت استيلاء عدائي وصراع نفوذ بين العصابات، حيث تم لاحقاً دمج الأصول الأمنية لغنيوة مع وحدات إقليمية أخرى، وأصبحت شبكة اتصالاته داخل المكاتب الحكومية تحت سيطرة عبد السلام زوبي، الذي رفع راية خلافة غنيوة.
وأكد التقرير أن زوبي، الذي كان سابقاً حليفاً لغنيوة، شارك في العملية التي أدت لاغتياله ساعياً وراء السلطة، وتحول إلى واحد من أكثر الشخصيات المهيمنة في طرابلس، ورسخ نفسه كوجه جديد للأمن، مشيراً إلى أنه يعمل حالياً على استعادة السيطرة على مكتب مراجعة العقود الحيوية، في حين يسعى رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك لعرقلة جهوده، مما قد يدفع طرابلس لجولة أخرى من القتال وعدم الاستقرار.
وأشار التقرير إلى أن أحد أهم مصادر قوة زوبي هو سيطرته على هيئة الرقابة الإدارية، مضيفاً أنه سعى لرشوة رئيس اللجنة البرلمانية للرقابة زايد هدية لتعيين حليفه عبدالله قادربوه رئيساً للهيئة، مؤكداً أن هذا التعيين لم يحظَ بموافقة رسمية من عقيلة صالح، لكن الغموض القانوني أعطى مجلس النواب خيار عزله إذا لزم الأمر.
وأوضح التقرير أن زوبي يدرك أن من يسيطر على مكتب مراجعة العقود يمكنه تجاهل الرقابة الرسمية أو الإجراءات القانونية لتمرير أي عقد يختاره، ما يعزز من نفوذه ويكرّس مكانته كأحد أهم اللاعبين في المشهد الأمني والسياسي في غرب ليبيا.


